بسم الله الرحمن الرحيم

التوحيــد

هناك فارق بين الإيمان بوحدانية الله والتوحيد . فالتوحيد هو ألا يعبد إلا الله أي أن التوحيد يتجاوز الإيمان إلى تنفيذ ما يمليه هذا الإيمان من أفكار وأقوال وأعمال. ويختلف مفهوم الوحدانية عند البشر كما يختلفون في مدى تطبيقها ، فالبعض رغم قوله بأنه موحد بالله يأتي من الأعمال ومن الأقوال ما يجعله بالضرورة مشركا . فمثلا إسباغ صفات الكمال الإلهي على مخلوق مع الاعتراف بوجود الله شرك .فإذا سمي مخلوق ربا أو إلها كان ذلك كفرا .أما إذا وصفنا مخلوقا بصفة من صفات الله كالرحمة مثلا وجب أن نوضح أن كمالها لدى الله وحده ، أو أن نقرن بالصفة ما يعين كونه مخلوقا أو نوعا من المخلوقات ، فنقول مثلا إنسان رحيم ،أو من أرحم المخلوقين ، أو نبين أن رحمته هبة من الله الرحيم ، كأن نقول إنه رحمة الله بنا .وقد جرى إنجيل برنابا في مجمله على توصيف التوحيد الصحيح .ففي المقدمة :3 يعتبر القول بأن المسيح ابن الله تعليما شديد الكفر . وهو في هذا يخالف القرآن الذي يعتبر مثل هذا القول شركا " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون "(التوبة :31 )  ويتضح من الآية أن  من يتبع الأحبار والرهبان إتباعا أعمى يكون قد اتخذهم أربابا حتى ولم يسمهم أربابا . ويصم القرآن الكريم بالكفر الذين يقولون أن المسيح هو الله ومن قالوا إن الله ثالث ثلاثة " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا " (المائدة :17 ) " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار * لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد " (المائدة :72، 73 ) أو من يجعلون لله من عباده جزءا "وجعلوا له من عباده جزءا أن الإنسان لكفور مبين "(الزخرف :15 ) . وعدم إشارة إنجيل برنابا إلى هذه المعتقدات يبين أن كاتب إنجيل برنابا لم يعاصرها لأنها نشأت بعده وبدأ ظهور بعضها قبل رسالة محمد بن عبد الله . فذلك دليل على أنه لم يكن مسلما ولم يعاصر أو يتلو بعثه النبي .فالمشرك يؤمن بالله ولكنه يشرك  في صفات الله من ليس بإله ، أما الكفر فهو إنكار الألوهية تماما أو نسبتها لمخلوق .وهو ما لا ينطبق على القائلين بأن المسيح ابن الله .وفي فصل 11 :4- 6 من إنجيل برنابا " فأجاب الأبرص :"يا سيدي اعطني صحة " . فوبخه يسوع قائلا "إنك لغبي اضرع إلى الله الذي خلقك وهو يعطيك صحة لأنني رجل نظيرك " . فأجاب الأبرص "أعلم يا سيدي أنك إنسان ولكنك قدوس الرب فاضرع إذا إلى الله وهو يعطيني صحة ". وفي إنجيل برنابا لم يفعل المسيح عليه السلام معجزة واحدة دون أن يسبقها مثل هذا الحوار أي أن ينكر قدرته الشخصية على فعل المعجزة وما يفيد أن الله هو فاعلها. فهو يرفض مجرد الظن بما قد يوحي بأنه إله أو شبه إله .وقد تم تناول معجزات المسيح في مقال عنه.وفي الفصل الثاني عشر من إنجيل برنابا ألقي المسيح (عليه السلام ) موعظته الأولى لبني إسرائيل وفيها أشاد بعظمة الله وقدرته والمعجزات التي فعلها على يدي أنبيائه وأسماه القدوس . وتعني كلمة القدوس الذي يخلو من أي نقيصة .وفي فصل 17 من إنجيل برنابا :1- 3 " أجاب فيلبس إننا لراغبون في خدمة الله ولكننا نرغب أيضا أن نعرف الله لأن أشعياء النبي قال :"حقا إنك لإله محتجب " . وقال الله لموسى عبده " أنا الذي هو أنا ".وقد ورد النص الأول في أشعياء 45 :15 "حقا أنت إله محتجب " . وورد النص الثاني في تثنية 32 :39 "انظروا الآن أنا أنا هو وليس إله معي " وفي الخروج 3 :14 " أنا هو الكائن ".ويستطرد إنجيل برنابا 17 :4 -20 "أجاب يسوع يا فيلبس إن الله صلاح بدونه لا صلاح . إن الله وجود بدونه لا وجود . إن الله حياة بدونه لا إحياء . وهو عظيم حتى أنه يملأ الكل وهو في كل مكان . وهو وحده لا ند له .لا بداية ولا نهاية له ولكنه جعل لكل شيء بداية وسيجعل لكل شيء نهاية . لا أب ولا أم له . لا أبناء ولا اخوة ولا عشراء له . ولما كان ليس لله جسم فهو لا يأكل ولا ينام ولا يموت ولا يمشي ولا يتحرك .ولكنه يدوم إلى الأبد بدون شبيه بشري . لأنه غير ذي جسد وغير مركب وغير مادي وأبسط البسائط . وهو جواد لا يحب إلا الجود . وهو مقسط حتى إذا هو قاص أو صفح فلا مرد له . وبالاختصار أقول لك يا فيلبس إنه لا يمكنك أن تراه و تعرفه على الأرض تمام المعرفة . ولكنك ستراه في مملكته إلى الأبد حيث يكون قوام سعادتنا ومجدنا . أجاب فيلبس :"ماذا تقول يا سيد حقا لقد كتب في أشعياء أن الله أبونا فكيف لا يكون له بنون ؟" .أجاب يسوع " إنه في الأنبياء مكتوب أمثال كثيرة لا يجب أن تأخذها بالحرف بل بالمعنى ".والنص المشار إليه ورد في أشعياء 63 :16 " فإنك أنت أبونا .. أنت يا رب أبونا " وأيضا في أشعياء 64 : 8 "والآن يا رب أنت أبونا ". أي أن المسيح عليه السلام على حد قول إنجيل برنابا لم ينكر هذا القول ، بل إنه في فصل 133 :13 -25 يشرح المسيح عليه السلام لتلاميذه مثلا ذكره إنجيل برنابا في الفصل 132 فيقول "أما ما يختص بأبي الأسرة فالحق أقول لكم أنه الله ربنا أب كل الأشياء لأنه خلق الأشياء كلها . ولكنه ليس أبا على طريقة الطبيعة لأنه لايمكن أن يتحرك الحركة التي لايمكن التناسل بدونها " .وإنجيل برنابا في هذا يخالف القرآن الكريم خلافا جوهريا فإن القرآن الكريم في سورة المائدة :18 " وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق  يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السموات والأرض وما بينهما وإليه المصير ". ولا ينتقص من هذا الخلاف الشرح الذي قدمه المسيح عليه السلام هنا وما فصله في فصل 183: 3- 15 " الحق أقول لكم إن من لا يصير كطفل صغير لا يدخل ملكوت السماء .. أجاب يسوع  :" لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته إن كلامي لحق .إني قلت لكم أنه يجب على الإنسان أن يصير كطفل صغير لأن هذا هو الاتضاع الحقيقي . فإنكم لو سألتم ولدا صغيرا "من صنع ثيابك ؟ يجيب "أبي ". وإذا سألتموه لمن البيت الذي هو فيه ؟ يقول بيت "أبي ".وإذا سألتموه من يعطيك لتأكل ؟ يجيب "أبي ". وإذا قلتم من علمك المشي والتكلم ؟يجيب "أبي ".ولكن إذا قلتم له من شج جبهتك فإن جبهتك معصوبة ؟ يجيب "سقطت فشججت رأسي ".وإذا قلتم له لماذا وقعت ؟ يجيب "ألا ترون أني حتى لا قوة لي على المشي والإسراع كالبالغ ؟ حتى أنه يجب أن يأخذ أبي بيدي إذا كنت أمشي بثبات قدم .ولكن تركني أبي هنيهة لأتعلم المشي جيدا فأحببت أن أسرع فسقطت " وإذا قلتم " وماذا قال أبوك ؟ " يجيب " لما لم تمش ببطء أنظر أن لا تترك في المستقبل جانبي ". على أنه يبدو لي أن هناك فارقا بين قول " الله أبانا " وقول "نحن أبناء الله  " ففي الأولي تعظيم لله وإن كان أقل مما يجب بكثير ، أما الثانية فهي تعظيم قائلها لنفسه .وفي حديثه عن الله ورد في إنجيل برنابا فصل 29 :31 -36 " فتكلم الله قائلا :"أنا الله أحد . ولا إله غيري أضرب وأشفي . أميت وأحيي .أنزل الجحيم وأخرج منه .ولا يقدر أحد أن ينقذ نفسه من يدي ".".

وفي فصل 32 : 35 " يا معلم لقد تكلمت كثيرا في عبادة الأصنام كأن عند شعب إسرائيل أصناما . وعليه فقد أسأت إلينا ". أجاب يسوع :أعلم جيدا أنه لا يوجد اليوم تماثيل خشب في إسرائيل ولكن توجد تماثيل من جسد" فأجاب حينئذ جميع الكهنة بحنق " أنحن إذا عبدة أصنام ؟" أجاب يسوع :" الحق أقول لكم لا تقول الشريعة "أعبد" بل " أحب الرب إلهك بكل نفسك وبكل قلبك وبكل عقلك ". ونجد قريب هذا النص في تثنية 6: 4 " الرب إلهنا رب واحد . فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك " وفي تثنية 10 :12 "فالآن يا إسرائيل ماذا يطلب منك الرب إلهك إلا أن تتقي الرب إلهك لتسلك في كل طرقه وتحبه وتعبد الرب إلهك مم كل قلبك ومن كل نفسك ".ويشرح المسيح في إنجيل برنابا المعنى الحقيقي للتوحيد في فصل 33 إذ يقول :"حقا إن كل ما يحبه الإنسان ويترك لأجله كل شيء سواه فهو إلهه . وهكذا فإن صنم الزاني هو الزانية وصنم النهم والسكير جسده . وصنم الطماع الفضة والذهب . وقس عليه كل خاطئ آخر . " … " أجاب يسوع :أي الخراب أعظم في البيت ؟ فسكت كل أحد . ثم أشار بإصبعه إلى الأساس وقال :" إذا تزعزع أساس سقط البيت خرابا . فيلزم إذ ذاك  أن يبنى جديدا .ولكن إذا تداعى أي جزء سواه يمكن ترميمه . ولذلك أقول لكم إن عبادة الأصنام أعظم خطيئة " … " تذكروا ما تكلم الله به وما كتبه موسى و يشوع في الناموس فتعلموا ما أعظم هذه الخطيئة . قال الله مخاطبا إسرائيل " لا تصنع لك تمثالا مما في السماء ولا مما تحت السماء ولا تصنعه مما فوق الأرض ولا مما تحت الأرض . ولا مما فوق الماء ولا مما تحت الماء إني أنا إلهك قوي وغيور ينتقم لهذه الخطيئة من الآباء وأبنائهم حتى الجيل الرابع ". فاذكروا كيف لما صنع آباؤنا العجل وعبدوه أخذ يشوع وسبط لاوي السيف بأمر الله وقتلوا مئة ألف وعشرين ألفا من أولئك الذين لم يطلبوا رحمة من الله ما أشد دينونة الله على عبدة الأوثان ." وقد ورد هذا النص في خروج20 :4 - 6 " لا تصنع لك منحوتا ولا صورة شيء مما في السماء من فوق ولا مما في الأرض من أسفل ولا مما في المياه من تحت الأرض . لا تسجد لهن ولا تعبدهن لأني أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء في البنين إلى الجيل الثالث والرابع من مبغضي ." كما ورد في التثنية 5 : 8 ، 9 . ويلاحظ الاختلاف بين النصوص وبعضها ، ولكن الأهم من ذلك ما ورد فيها مجتمعة من انتقام الله من أجيال لاحقة ، وهذا غير مقبول فالثابت أن الإنسان مسئول عن ذنوبه هو وليس عن ذنوب آبائه ولا أبنائه طالما لم يحرضهم عليها فعند ذاك يأخذ عقابا عن تحريضه ، أي عن عمله هو بل إن الإنسان إذا رجع عن الشرك أو الكفر عفي عنه ما تقدم من ذنوبه . وهو ما أكده القرآن الكريم " لايكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " (البقرة :286) كذا ما ورد في حزقيال 18: 20 -24 " النفس التي تخطيء هيتموت الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون .فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وعمل حقا وعدلا فحياة يحيا لا يموت ...وإذا رجع البار عن بره وعمل إثما وفعل مثل كل الرجاسات التي يفعلها الشرير أ فيحيا كل بره الذي عمله لا يذكر في خيانته التي خانها وفي خطيته التي أخطأ بها يموت " (وتعني الحياة هنا الجنة والموت النار) . ولقد  بين المسيح عليه السلام في إنجيل برنابا فصل 164 و165  عند حديثة عن سبق الاختيار " ..فإذا قال فريسيونا أن المنبوذ لا يقدر أن يصير مختارا فهل يقولون سوى أن الله يستهزيء بالبشر كما لو استهزأ بأعمى يريه شيئا أبيض وكما لو استهزأ بأصم يكلمه في أذنيه ؟ أما كون المختار يمكن أن ينبذ فتأملوا ما يقول إلهنا على لسان حزقيال "..إذا رجع البار عن بره .. " فإذا كان الشرير يستطيع أن يصبح بارا إن هو اتبع الأنبياء فكيف يعاقب الأبناء على ذنوب آبائهم . والجدير بالظن إذا أن كاتب إنجيل برنابا قد اعتمد في كتابة النص على نسخة العهد القديم التي كانت متوافرة لديه خوفا من الاعتماد على ذاكرته في تدوين ما قاله المسيح .ولكن أعجب الأمور أن أناجيل المسيحيين الأربعة قد خلت تماما من لعنة الأصنام والأوثان . ووردت  لعنتها في بعض جمل في باقي العهد الجديد .كما وأنه حتى في النصوص المتوفرة في العهدين الجديد والقديم فإن تحريم تعظيم التماثيل والصور تحريم شامل أيا من كانت تمثله (سواء كان ذلك إنسانا صالحا أو شريرا ، حيوانا أو نباتا …الخ ) والسبب في التحريم واضح فالله ليس له مثل ليصنع له تمثال (كلمة تمثال مشتقة من مثل إذ يفترض في التمثال أنه مثل صاحبه فيما عدا خلوه من الحياة طبعا ) . وقد أفرد إنجيل برنابا فصولا ضافية عن عبادة الأصنام والتماثيل منها قصة  إبراهيم مع أبيه صانع التماثيل ، وقصة عبادة بعل . وأقوال الأنبياء ومنهم داود عليه السلام في لعنة الأصنام (أنظر الفصل 26 و27و28 و الفصل128 : 3 - 6 وغيرها )  .وفي الفصل 47 :2 - 11 "وذهب إلى نايين .فلما اقترب من باب المدينة كان أهل المدينة يحملون إلى القبر ابنا وحيدا لأمه الأرملة .. فلذلك تقدموا وتضرعوا إليه لأجل الميت طالبين أن يقيمه لأنه نبي . وفعل تلاميذه كذلك . فخاف يسوع كثيرا . ووجه نفسه لله وقال "خذني من العالم يا رب لأن العالم مجنون وكادوا يدعونني إلها ولما قال هذا بكى .ويبين الفصل 48 كيف بدأت الفتنة في شخصية المسيح وبإيعاز ممن .يقول " كان جيش الرومان في ذلك الوقت في اليهودية … وكانت عادة الرومان أن يدعوا كل من فعل شيئا جديدا فيه نفع للشعب إلها ويعبدوه .فلما كان بعض هؤلاء الجنود في نايين وبخوا واحدا بعد آخر قائلين :" لقد زاركم أحد آلهتكم وأنتم لا تكترثون له . حقا لو زارتنا آلهتنا لأعطيناهم كل ما لنا .وأنتم تنظرون كم نخشى آلهتنا لأننا نعطي تماثيلهم أفضل ما عندنا .فوسوس الشيطان بهذا الأسلوب من الكلام حتى أنه أثار شغبا بين شعب نايين ..وبلغ الشقاق في نايين مبلغا قال معه قوم :"الذي زارنا إنما هو إلهنا ".وقال آخرون:"إن الله لا يرى فلم يره أحد حتى ولا موسى عبده فليس هو الله بل بالأحرى ابنه ".وقال آخرون :"إنه ليس الله ولا ابن الله لأنه ليس لله جسد فيلد بل هو نبي عظيم من الله ".وفي فصل 50 :1-3 " قل لي أيها الإنسان الذي تدين غيرك .ألا تعلم أن منشأ كل البشر من طينة واحدة . ألا تعلم أنه لا يوجد أحد صالح إلا الله وحده .".أي أن الله هو وحده الحكم العدل . وفي فصل 62 : 21 يقول برنابا عن لسان المسيح عليه السلام " ولما كان كل ما للإنسان هبة من الله كان عليه أن يصرف كل شيء في محبة الله ". وفي فصل 66 :3 " أجاب يسوع :إنك تدعوني صالحا وأنت لا تعلم أن لا صالح إلا الله وحده " وقد ورد هذا النص في إنجيل لوقا  18 :19 "فقال له يسوع :" لماذا تدعوني صالحا إنه لا صالح إلا الله وحده ". ويفيد هذا النص أمرين أن الله صالح كما يفيد أن المسيح ليس الله فهو ينكر صلاحه .وقد أسمى الله نفسه في القرآن الكريم المؤمن والبر. وفي فصل 69 :15 - 21 " ولما قال يسوع هذا أمر الروح أن ينصرف قائلا :" بقوة اسم الله ربنا انصرف أيها الشرير عن الرجل .فانصرف الروح وتكلم الأخرس وأبصر بعينيه ..ولكن الكتبة قالوا " إنما هو يخرج الشياطين بقوة بعلزبوب رئيس الشياطين .حينئذ قال يسوع :" كل مملكة منقسمة على نفسها تخرب .." وهو هنا يقدم مثلا فلو كان لله أجزاء لما ثبتت مملكته . والإشارة إلى الروح القدس هنا تبين ما أوضحه القرآن الكريم من أن الروح القدس كان مصاحبا له ـ عليهما السلام ـ ويبدو أن المعجزات كانت تتم به فصار ادعاؤهم  اتهاما للروح القدس بأنه شيطان وصار كلامهم تجديفا على الروح القدس .وقد وردت هذه الحادثة في متى 12 :24 -32 ومرقس 3 :24 -30 .وفي الفصل 70 : 4 - 14 " أجاب بطرس :"إنك المسيح ابن الله ". فغضب عندئذ يسوع وانتهره بغضب قائلا :  "اذهب وانصرف عني لأنك أنت الشيطان وتحاول أن تسيء إلي " … وأراد أن يطرد بطرس .فتضرع حينئذ الأحد عشر إلى يسوع لأجله فلم يطرده . ولكنه انتهره أيضا قائلا :" حذار أن تقول مثل هذا الكلام مرة أخرى لأن الله بلعنك  … ثم قال يسوع : إذا كان إلهنا لم يرد أن يظهر نفسه لموسى عبده ولا لإيليا الذي أحبه كثيرا ولا لنبي أما تظنون أن الله يظهر نفسه لهذا الجيل الفاقد الإيمان .بل ألا تعلمون أن الله قد خلق بكلمة واحدة كل شيء من العدم وأن منشأ البشر جميعهم من كتلة طين . فكيف يكون الله شبيها بالإنسان ..". أما في متى 16 :13 -20 : أجاب سمعان بطرس  قائلا أنت المسيح ابن الله الحي .فأجاب يسوع وقال له طوبى لك يا سمعان بن يونا فإنه ليس لحم ولا دم كشف لك هذا … حينئذ أوصى تلاميذه أن لا يقولوا لأحد إنه يسوع المسيح "والشيطان ليس من لحم ولا دم . وبعد أن أطنب المسيح في إنجيل متى في مدح بطرس إذا به بعد جمل قلائل يسبه قائلا "فالتفت وقال لبطرس اذهب خلفي يا شيطان فقد صرت لي شكا لأنك لا تفطن لما لله لكن لما للناس .". وقد ورد قول المسيح "فتنهد في نفسه وقال ما بال هذا الجيل يطلب آية الحق أقول لكم إنه لن يعطى هذا الجيل آية "( مرقس 8: 12 ) وقوله "إن الجيل الشرير الفاسق يطلب آية فلا يعطى آية .." هذا مع الكم الرهيب من المعجزات التي أعطيت لهذا الجيل سواء على يد المسيح أو على يد تلاميذه بإذن الله . إذا فالإشارة هنا إلى معجزة من نوع خاص جدا تسمو في قوتها عن كل هذه المعجزات مجتمعة تلك المعجزة التي يستحيل أن تعطى لهذا الجيل الفاسق ألا وهي أن يظهر الله نفسه أو أن يرسل ابنه (إن كان له ابن تعالى الله ) لهذا الجيل .بل إن مزمور 8 : 5 يوضح أنه يستحيل أن يفتقد الله ابن البشر "ما الإنسان حتى تذكره وابن البشر حتى تفتقده ".وفي فصل 71 :4 - 10 من إنجيل برنابا "فتردد يسوع دقيقة ثم قال :" لا تخف أيها الأخ لأن خطاياك قد غفرت لك ." فاستاء كل أحد لسماع هذا وقالوا :"من هذا الذي يغفر الخطايا ".فقال حينئذ يسوع لعمر الله إني لست بقادر على غفران الخطايا ولا أحد آخر ولكن الله وحده يغفر . ولكن كخادم لله أقدر أن أتوسل إليه لأجل خطايا الآخرين. لهذا توسلت لأجل هذا المريض وإني موقن بأن الله قد استجاب لدعائي . ولكي تعلموا الحق أقول لهذا الإنسان :"باسم إله آبائنا إله إبراهيم وأبنائه قم معافى " ولما قال يسوع هذا قام المريض معافى ومجد الله ". وترد هذه القصة في إنجيل مرقس 2 :1-12 ولكن مع اختلافات قليلة منها قوله "مغفورة خطاياك " عوضا عن "خطاياك قد غفرت لك " ، بضم الغين ، والغريب أنهم احتجوا على هذا فكلا القولين لا يعني بحال أن المسيح قد غفر الخطايا ، إذ لم يبينا من هو الفاعل .فالقول الأول  بصيغة المصدر + +     والقول الثاني مبني للمجهول .لم يقل المسيح "غفرت لك خطاياك " بفتح الغين حتى يقال أنه هو الذي غفر .ويؤكد القرآن الكريم أنه "لا يغفر الذنوب إلا الله ".وفي فصل 91 :1 - 14 " وحدث في هذا الزمن اضطراب عظيم في اليهودية كلها لأجل يسوع .لأن الجنود الرومانية أثارت بعمل الشيطان العبرانيين قائلين :"أن يسوع هو الله قد جاء ليفتقدهم " . فحدثت بسبب ذلك فتنة كبرى حتى أن اليهودية كلها تدججت بالسلاح مدة الأربعين يوما فقام الابن على أب وأخ على الأخ . لأن فريقا قال "أن يسوع هو الله قد جاء إلى العالم ".وقال فريق آخر "كلا بل هو ابن الله ". وقال آخرون "كلا لأنه ليس لله شبه بشري ولذلك  لا يلد بل أن يسوع الناصري نبي الله ". وقد نشأ هذا عن الآيات العظيمة التي فعلها يسوع … فاجتمع في مزبة على أثر ذلك ثلاثة جيوش … ثم تكلم الحاكم ورئيس الكهنة قائلين :" أيها الاخوة أن هذه الفتنة إنما قد أثارها عمل الشيطان لأن يسوع حي وإليه يجب أن نذهب ونسأله أن يقدم شهادة عن نفسه وأن نؤمن به بحسب كلمته …". والأربعين يوما المشار إليها هي أيام الصيام .ويستكمل إنجيل برنابا رواية كيف بدأت الفتنة في شخص المسيح حال حياته وكيف ووجه باعتقاد البعض أنه إله أو ابن الله  وماذا كانت استجابته لهذه الدعاوى ـ وهو ما لم يرد ما يؤكده أو ينفيه في القرآن الكريم ، والذي لم تشر إليه أي من أناجيل المسيحيين الأربعة ـ وذلك في الفصول من 92 -97 نستخلص منها فقرات تعيننا في مجال بحثنا :" اقترب يسوع من نهر الأردن ..فرآه أحد الذين يؤمنون بأن يسوع هو الله . فصرخ من ثم بأعظم سرور :" إن إلهنا آت " … "إن ألهنا آت يا أورشليم تهيئي لقبوله "…فخرج من المدينة كل أحد .. حتى أصبحت المدينة خالية .. فلما علم بهذا الحاكم ورئيس الكهنة خرجا راكبين وأرسلا رسولا إلى هيرودس فخرج هو أيضا راكبا … وفي اليوم الثالث وجدوه وقت الظهيرة إذ كان يتطهر هو وتلاميذه للصلاة حسب كتاب موسى ..فلما عرفوه أخذوا يصرخون :"مرحبا بك يا إلهنا " وأخذوا يسجدون له كما يسجدون لله . فزفر يسوع  زفرة قوية وقال "انصرفوا عني أيها المجانين لأني أخشى أن تفتح الأرض فاها وتبتلعني وإياكم لكلامكم الممقوت " . لذلك ارتاع الشعب وطفقوا يبكون .حينئذ رفع يسوع يده إيماء للصمت وقال "إنكم لقد ضللتم ضلالا عظيما أيها الإسرائيليون لأنكم دعوتموني إلهكم وأنا إنسان .وإني أخشى لهذا أن ينزل الله بالمدينة المقدسة وباء شديدا مسلما إياها لاستعباد الغرباء . لعن الشيطان الذي أغراكم بهذا ألف لعنة ".ولما قال يسوع هذا صفع وجهه بكلتا كفيه … تكلم مرة أخرى "أشهد أمام السماء وأشهد كل شيء على الأرض إني بريء من كل ما قد قلتم .لأني إنسان مولود من امرأة فانية بشرية وعرضة لحكم الله مكابد شقاء الأكل والمنام وشقاء البرد والحر كسائر البشر . لذلك متى جاء الله ليدين يكون كلامي كحسام يخترق كل من يؤمن بأني أعظم من إنسان "…فلما وصل الوالي مع هيرودس ورئيس الكهنة إلى هناك ترجلوا جميعا ..فاقترب يسوع من الكاهن باحترام ولكن هذا كان يريد أن يسجد ليسوع .فصرخ يسوع " حذار ما أنت فاعل يا كاهن الله الحي لاتخطيء إلى الله ".أجاب الكاهن :"إن اليهودية اضطربت لآياتك وتعليمك حتى أنهم يجاهرون بأنك أنت الله ..". أجاب يسوع :" وأنت يا رئيس الكهنة لماذا لم تخمد الفتنة ؟ هل جننت أنت أيضا ؟ هل أمست النبوات وشريعة الله نسيا منسيا أيتها اليهودية التي ضللها الشيطان ؟". ولما قال يسوع هذا عاد فقال "إني أشهد أمام السماء وأشهد كل ساكن على الأرض أني بريء من كل ما قال الناس عني من أني أعظم من بشر . لأني بشر مولود من امرأة وعرضة لحكم الله أعيش كسائر البشر عرضة للشقاء العام .لعمر الله الذي تقف نفسي بحضرته أنك أيها الكاهن لقد أخطأت خطيئة عظيمة بالقول الذي قلته .ليلطف الله بهذه المدينة المقدسة حتى لا تحل بها نقمة عظيمة لهذه الخطيئة ".فقال الكاهن "ليغفر لنا الله أما أنت فصل لأجلنا ". ثم قال الوالي وهيرودس " يا سيد إنه لمن المحال أن يفعل بشر ما أنت تفعله فلذلك لا نفقه ما تقول ". أجاب يسوع " .. ولكن قل لي أيها الوالي وأنت أيها الملك أنتما تقولان هذا لأنكما أجنبيان عن شريعتنا لأنكما لو قرأتما العهد وميثاق إلهنا لرأيتما أن موسى حول بعصاه البحر دما ، الغبار براغيث والندى زوبعة النور ظلاما .أرسل الضفادع والجرذان على مصر فغطت الأرض  وقتل الأبكار وشق البحر وأغرق فيه فرعون . ولم أفعل شيئا من هذه . وكل يعترف بأن موسى إنما هو رجل ميت . أوقف يشوع الشمس وشق الأردن وهما مما لم أفعله حتى الآن . وكل يعترف بأن يشوع إنما هو الآن رجل ميت . وأنزل إيليا النار من السماء عيانا وأنزل المطر وهما مما لم أفعله . وكل يعترف بأن إيليا إنما هو بشر .كثيرون آخرون من الأنبياء والأطهار وأخلاء الله فعلوا بقوة الله أشياء لا تبلغ كنهها عقول الذين لا يعرفون إلهنا القدير الرحيم المبارك إلى الأبد ".وعليه فإن الوالي والكاهن والملك توسلوا إلى يسوع أن يرتقي مكانا مرتفعا ويكلم الشعب تسكينا لهم حينئذ ارتقى يسوع أحد الحجارة الإثنى عشر التي أمر يشوع الإثني عشر سبطا أن يأخذوها من وسط الأردن عندما عبر إسرائيل من هناك دون ن تبتل أحذيتهم . وقال بصوت عال "ليصعد كاهننا  إلى محل مرتفع حيث يتمكن من تحقيق كلامي .فصعد من ثم الكاهن إلى هناك . فقال له يسوع بوضوح يتمكن كل واحد من سماعه "قد كتب في عهد الله الحي وميثاقه أن ليس لإلهنا بداية ولا يكون له من نهاية". أجاب الكاهن "لقد كتب هكذا هناك ". - وهو في هذا يشير إلى ما ورد في العهد القديم ومنها "من قبل أن تولد الجبال أو أبدأت الأرض والمسكونة منذ الأزل إلى الأبد أنت الله "(مزمور 90 :2 )والأزل يعني ما لا بداية له ." الرب إلهكم من الأزل إلى الأبد "( نحميا 9 :5 ) . وما ورد في العهد الجديد " الإله الأزلي " (رسالة بولس إلى رومية 16 :26 ) " لأن لك الملك والقوة  والمجد إلى الأبد " (إنجيل متى 6 :13 ) وغيرها  ـ .فقال يسوع " إنه كتب هناك أن إلهنا قد برأ كل شيء بكلمته فقط ".فأجاب الكاهن إنه لكذلك" . ويؤكد ما قالاه  ما ورد في العهد القديم " بكلمة الرب صنعت السموات وبنسمة فيه كل جنودها " (مزمور 33 :6 )، وغيرها  وما ورد في العهد الجديد "بالإيمان نفهم أن العالمين أتقنت بكلمة الله "( الرسالة إلى العبرانيين 11 :3 ).فقال يسوع "إنه مكتوب هناك أن الله لا يرى وأنه محجوب عن عقل الإنسان لأنه غير متجسد ". وهو ما يبدو واضحا في سفر الخروج 33 :20 ،22 " لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش " و" أما وجهي فلا يرى " وما في سفر القضاة 13 :22 " نموت موتا لأننا رأينا الله " ولم يمت قائلها لأنه لم يرى الله بل أحد ملائكته ، كما يتبين ذلك مما في أيوب 36 :26 " هو ذا الله عظيم ولا نعرفه " وأيوب 37 :23 " القدير لا ندركه " . وما ورد في أشعياء 45 :15 " حقا أنت إله محتجب يا إله إسرائيل المخلص " . وما ورد في العهد الجديد في إنجيل يوحنا 1 :18 " الله لم يره أحد قط " وما ورد عن لسان المسيح في إنجيل يوحنا 5 :37 " الذي أرسلني يشهد لي لم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته " ، وما ورد في رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس 1 :17 و 6 :16 " ملك  الدهور الذي لا يفنى ولا يرى " ، الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه " وما ورد في رسالة يوحنا الرسولي 4 :12 " الله لم ينظره أحد قط " .وهو غير متجسد فهو كما ورد في أرميا 32 :27 " ها أنا ذا الرب إله كل جسد " فلا يمكن إذا أن يكون متجسدا فيصير بذلك إله نفسه ، وكما ورد في إنجيل يوحنا 4 :24 من أن الله روح .وهو غير متغير اذكروا الأوليات منذ القديم لأني أنا الله وليس آخر الإله وليس مثلي ".

ويستطرد المسيح في وصف إلهه ، إلهنا ، إله إبراهيم "غير مركب غير متغير" وهو غير متغير اذكروا الأوليات منذ القديم لأني أنا الله وليس آخر الإله وليس مثلي ". ( أشعياء 4 :9 ) أوغير مركب وهو ما ورد كمثل في إنجيل مرقس 3 :24،25 " وإن انقسمت مملكة على ذاتها لا تقدر تلك المملكة أن تثبت .وإن انقسم بيت على ذاته لا يقدر ذلك البيت أن يثبت" .وهنا يرد الكاهن " إنه لكذلك حقا ". فقال يسوع " إنه مكتوب هناك كيف أن سماء السموات  لا تسعه لأن إلهنا غير محدود ". فقال الكاهن " هكذا قال سليمان النبي يا يسوع ". وهو ما ورد نصه في أخبار الأيام الثاني 6 :18 " لأنه هل يسكن الله حقا على الأرض هو ذا السموات وسماء السموات لا تسعك فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت " وما ورد في أيوب 11 :8،9 " هو أعلى من السموات فماذا عساك أن تفعل أعمق من الهاوية فما تدري ". بل وما ورد في العهد الجديد أيضا " ولكن العلي لا يسكن في هياكل مصنوعات الأيادي .كما يقول النبي .السماء كرسي لي والأرض موطيء لقدمي أي بيت تبنون لي يقول الرب و أي هو مكان راحتي"(أعمال الرسل 7 :48 ، 49 ) وغيرها .قال يسوع "أنه مكتوب هناك أن ليس لله حاجة لأنه لا يأكل ولا ينام ولا يعتريه نقص". قال الكاهن إنه لكذلك " .وفي هذا إشارة إلى ما ورد بالعهد القديم فهو الغني " رفعت يدي إلى الرب الإله العلي مالك السماء والأرض " (التكوين 14 :22 ) وفي بابها كثير .أو ما ورد بالعهد الجديد في أعمال الرسل 17 :24- 26" الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي .ولا يخدم بأيادي الناس كأنه محتاج إلى شيء إذ هو يعطي الجميع حيوة ونفسا وكل شيء ".وفي رسالة بولس إلى أهل رومية 11 :33 " يا لعمق غنى الله ". وهو لا يأكل " لا آخذ من بيتك ثورا ولا من حظائرك أعتدة .لأن لي حيوان الوعر والبهائم على الجبال بالألوف  . قد علمت كل طيور الجبال ووحوش البرية عندي .إن جعت فلا أقول لك لأن لي المسكونة وملأها . هل آكل لحم الثيران أو أشرب دم التيوس "(مزمور 50 :8 -15 ) وما ورد في أيوب 35 :7،8 "إن كنت بارا فماذا أعطيته أو ماذا يأخذه من يدك . لرجل مثلك شرك ولابن آدم برك " فالله غني عن الذبائح وسائر عبادات البشر .وهو لا ينام " لا ينعس حافظك .إنه لا ينعس ولا ينام حافظ إسرائيل "0( مزمور 121 :3،4 ) والمقصود بحافظ إسرائيل الإله الذي كان يعبده يعقوب عليه السلام وما في أيوب 11 :11 " لأنه يعلم أناس السوء ويبصر الإثم فهل لا ينتبه " وما في أيوب 37 :15 " أتدرك انتباه الله " وما في إشعياء 40 :28 "الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يعيا " ، ويتبين من سخرية إيليا بالذين عبدوا بعلا "ادعوا بصوت عال لأنه إله .لعله مستغرق أو في خلوة أو في سفر أو لعله نائم فينتبه"(ملوك أول 18 :27 ) أن الله لا ينام ولا يختلي ولا يسافر وهو سميع لما يجهر به وما يسر به بل ما هو أخفى .وهو لا يعتريه نقص فلا يموت أو يشيخ كما هو واضح مما جاء في تثنية 32:40 "حي أنا إلى الأبد " وما جاء في دانيال 6:26 " لأنه هو الإله الحي القيوم إلى الأبد "، وما ورد في رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس 1 :17 "وملك الدهور الذي لا يفنى "، وما ورد في تلك الرسالة أيضا 6 :16 "الذي وحده له عدم الموت " ، وما في رؤيا يوحنا اللاهوتي 4 :9 " الحي إلى أبد الآبدين ". وما أكثر ما دعي بالحي وهي وحدها كافية للدلالة على أنه لا يموت . فمن مات أو سيموت فهو ميت . ولا يكذب ولا ينسى " ليس الله إنسانا فيكذب ولا ابن إنسان فيندم هل يقول ولا يفعل "(العدد 23 :19 ) ، وينتج الندم عن نسيان ما قد يحدث كنتيجة للعمل ، وفي نحميا 9 :32 "الإله العظيم الجبار المخوف حافظ العهد " وفي العهد الجديد " لا يمكن أن الله يكذب "( رسالة بولس إلى العبرانيين 6 :18 ) . ولا يجار عليه يتبين ذلك من سخرية يواش بعبدة البعل " إن كان إلها فليدافع عن نفسه لأن مذبحه قد هدم ". ومما ورد في إشعياء 44 :14 -17 " قطع لنفسه أرزا ..واختار لنفسه من أشجار الوعر .. فيصير للناس للإيقاد ويأخذ منه ويتدفأ .يشعل أيضا ويخبز خبزا ثم يصنع إلها فيسجد ..وبقيته قد صنعها إلها صنما لنفسه " يتبين ذلك أيضا .كما يدرك ذلك من طريقة إقناع جموع أهالي لسترة بأن برنابا وبولس ليسا آلهة " أيها الرجال لماذا تفعلون هذا نحن أيضا بشر تحت آلام مثلكم نبشركم أن ترجعوا من هذه الأباطيل إلى الإله الحي .." (أعمال الرسل 14 :15 -18 ) .

قال يسوع " أنه مكتوب هناك أن إلهنا في كل مكان وأن لا إله سواه الذي يضرب ويشفي ويفعل كل ما يريد ". قال الكاهن " هكذا كتب " . والإشارة هنا إلى نصوص كثيرة تفيد ذلك منها في العهد القديم "الرب هو الإله ليس آخر سواه "(تثنية 4 :35 ) "وراء الرب إلهكم تسيرون وإياه تتقون ووصاياه تحفظون ..وإياه تعبدون" (تثنية 13 :4 ) "انظروا الآن أنا أنا هو وليس إله معي أنا أميت وأحيي سحقت وإني أشفي وليس من يدي مخلص " (التثنية 32 :39 ) "لذلك عظمت أيها الرب الإله لأنه ليس مثلك وليس إله غيرك " (صموئيل الثاني 7 :22 ) "إني أنا هو قبلي لم يصور إله وبعدي لا يكون "(إشعياء 43 :10 )،" أنا هو ولا منقذ من يدي أفعل ومن يرد "(إشعياء 43 :13 )، إن إلهنا في السماء كل ما شاء صنع " (مزمور 115 :3 ) ، "هل يعسر علي أمر ما " (أرميا 32 :27 ).  وفي إنجيل مرقس  12 :28  -34 "فجاء واحد من الكتبة ..سأله أية وصية هي أول الكل .فأجابه يسوع إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الأولى ..فقال له الكاتب جيدا يا معلم بالحق قلت لأنه الله واحد و ليس آخر سواه ..فلما رآه يسوع أنه أجاب بعقل قال له لست بعيدا عن ملكوت الله " ومثل هذا القول ورد أيضا في لوقا 10 :27،28 ومتى 22 :37 .كما أفاد المسيح عليه السلام أنه لم يأت ليغير الناموس أي أنه يؤكد كل ما قاله من سبقوه من أنبياء إسرائيل عن الله " لا تظنوا إني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل .فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل "(متى 5 :17 ،18 ).حينئذ رفع يسوع يديه وقال " أيها الرب إلهنا هذا هو إيماني الذي آتي به إلى دينونتك شاهدا على كل من يؤمن بخلاف ذلك " ثم التفت إلى الشعب وقال " توبوا لأنكم تعرفون خطيئتكم من كل ما قال الكاهن أنه مكتوب في سفر موسى عهد الله إلى الأبد . فإني بشر منظور وكتلة من طين تمشي على الأرض وفان كسائر البشر .وأنه كان لي بداية وسيكون لي نهاية وإني لا أقدر أن أبتدع خلق ذبابة ." حينئذ رفع الشعب أصواتهم باكين ..وتضرع كل منهم إلى يسوع ليصلي لأجل أمن المدينة المقدسة لكيلا يدفعها الله في غضبه لتدوسها الأمم .فرفع يسوع يديه وصلى لأجل المدينة المقدسة ولأجل شعب الله … ولما انتهت الصلاة قال الكاهن بصوت عال " قف يا يسوع لأنه يجب علينا أن نعرف من أنت تسكينا لأمتنا ". أجاب يسوع " أنا يسوع ابن مريم من نسل داود بشر ميت ويخاف الله وأطلب أن لا يعطى الإكرام والمجد إلا لله "… أجاب الكاهن إننا نعتقد من كلامك وآياتك أنك نبي وقدوس الله .."… أجاب يسوع "… ولكن عندما يأخذني الله من العالم سيثير الشيطان مرة أخرى هذه الفتنة الملعونة بأن يحمل عادم التقوى على الاعتقاد بأني الله وابن الله .." . فأجاب حينئذ الكاهن مع الوالي والملك قائلين " لا تزعج نفسك يا يسوع قدوس الله لأن هذه الفتنة لا تحدث في زمننا مرة أخرى . لأننا سنكتب إلى مجلس الشيوخ الروماني المقدس بإصدار أمر ملكي أن لا أحد يدعوك فيما بعد الله أو ابن الله ". فقال حينئذ يسوع " إن كلامكم لا يعزيني لأنه يأتي ظلام حيث ترجون النور ولكن تعزيتي هي في مجيء الرسول الذي سيبيد كل رأي كاذب في وسيمتد دبنه ويعم العالم بأسره لأنه هكذا وعد الله أبانا إبراهيم " .

وعلى ما ورد في إنجيل برنابا في الفصل 98 :3 ،4 " لذلك تحنن مجلس الشيوخ على إسرائيل وأصدر أمرا أنه ينهي ويتوعد بالموت كل أحد يدعو يسوع الناصري نبي اليهود إلها أو ابن الله . فعلق هذا الأمر في الهيكل منقوشا على النحاس ".ولقد شهد الله على صدق ما قاله المسيح عليه السلام فأمده بواحدة من أكبر معجزاته وهي إطعام ما يزيد عن 5000 شخص من الحاضرين لم يكن لديهم أي طعام .(فصل 98 :7 -19 ) ،وقدوردت هذه المعجزة في أناجيل المسيحيين دونما إشارة إلى ما أورده إنجيل برنابا عن الحوار بينه وبين رئيس الكهنة والوالي والملك ،ويغلب على الظن أن هذه المعجزة هي التي ذكرها القرآن الكريم في سورة المائدة .

وفي فصل 104 :7 - 12 " قال متى " يا معلم إنك قد اعترفت أمام اليهودية كلها بأن ليس لله من شبه كالبشر وقلت الآن أن الإنسان ينال من يد الله .فإذا كان لله يدان فله إذا شبه بالبشر ". أجاب يسوع " إنك لفي ضلال يا متى ولقد ضل كثيرون هكذا إذ لم يفقهوا معنى الكلام .لأنه لا يجب على الإنسان أن يلاحظ ظاهر الكلام بل معناه إذ الكلام البشري بمثابة ترجمان بيننا وبين الله .ألا تعلم أنه لما أراد الله أن يكلم آباءنا على جبل سيناء صرخ آباؤنا :" كلمنا أنت يا موسى ولا يكلمنا الله لئلا نموت ". وماذا قال الله على لسان أشعيا النبي أليس كما بعدت السموات عن الأرض هكذا بعدت طرق الله عن طرق الناس وأفكار الله عن أفكار الناس ". والإشارة إلى نصين مذكورين في العهد القديم في خروج 20 :19 وأشعيا 55 :9 .ولكم كلم المسيح عليه السلام تلاميذه وشعب إسرائيل ومعاصريه ولم يمت أحد منهم كنتيجة لذلك .ويمضي المسيح عليه السلام في الحديث عن الله في الفصل التالي (105 ) فيقول :"إن الله لا يدركه قياس إلى حد أني أرتجف من وصفه . ولكن يجب أن أذكر لكم قضية . فأقول لكم إذا أن السموات تسع وأنها بعضها يبعد عن بعض كما تبعد السماء الأولى عن الأرض التي تبعد عن الأرض سفر خمسمائة سنة .وعليه فإن الأرض تبعد عن أعلى سماء مسيرة أربعة آلاف وخمسمائة سنة. فبناء على ذلك أقول لكم إنها بالنسبة إلى السماء الأولى كرأس إبرة .ومثلها السماء الأولى بالنسبة إلى الثانية وعلى هذا النمط كل السموات الواحدة منها أسفل مما يليها . ولكن كل حجم الأرض مع حجم كل السموات بالنسبة إلى الجنة كنقطة بل كحبة رمل . أليست هذه العظمة مما لا يقاس ؟" فأجاب التلاميذ :"بلى بلى " . حينئذ قال يسوع " لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن الكون أمام الله لصغير كحبة رمل . والله أعظم من ذلك بمقدار ما يلزم من حبوب الرمل لملء كل السموات والجنة بل أكثر . فانظروا الآن إذا كان هنالك نسبة بين الله والإنسان الذي ليس سوى كتلة صغيرة من طين واقفة على الأرض . فانتبهوا إذا لتأخذوا المعنى لا مجرد الكلام إذا أردتم أن تنالوا الحياة الأبدية " .فأجاب التلاميذ " إن الله وحده يقدر أن يعرف نفسه وأنه حقا لكما قال أشعيا النبي " هو محتجب عن الحواس البشرية " .أجاب يسوع "إن هذا لهو الحق لذلك سنعرف الله متى صرنا في الجنة كما يعرف هنا البحر من قطرة ماء مالح .". ويلاحظ وجود خطأ في النص فهو يذكر أن المسافة بين السموات  ثابتة (مسيرة 500 سنة أي 500 × 25ر355 × 24 ×10 أي  حوالي ثلاثة وأربعون مليون كيلومترا  وهذه المسافة أصغر من البعد بين الأرض والشمس أقرب النجوم لنا والتي تبعد ما يقطعه الضوء  في حوالي 8 دقائق ، وبالمقارنة فإن بعض النجوم والتي هي داخل السماء الأولى تبعد مسيرة الضوء مئات الألوف من السنين الضوئية أي أن بعد السماء الأولى عن الأرض يزيد عما ذكره النص بأكثر من مليون مليون مرة ). ومنها نستنتج أن كاتب إنجيل برنابا الأصلي أو ربما أحد ناسخيه قد أضاف هذه الجملة من عنده طبقا لما تواتر لديه من التقاليد (التلمود ) حيث يوجد في التلمود مثل هذا القول ، بل وينسب للنبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا القول زورا (مسيرة 500 سنة ) . حيث من المستبعد أن يكون المسيح عليه السلام قد وقع في مثل هذا الخطأ الكبير .كما تناقض هذه الكلمة ما جاء بعد ذلك في النص المذكور والتي تبين أن البعد بين السموات وبعضها بنسبة ثابتة وليس بمسافة ثابتة ، كما أنه يشير إلى أن السموات تسعة وليس سبعة كما يذكر القرآن الكريم على أنه يمكن أن يكون ذلك إذا أعتبر أن  الجنة سماءين . وكيف ما كان الأمر فإنه قد جرى تصحيح لهذا في الفصل 179 :1 - 6 " حينئذ جاء الملاك جبريل ليسوع. وأراه مرآة براقة كالشمس . رأى فيها هذه الكلمات مكتوبة " لعمري أنا الأبدي . كما أن الجنة  أكبر من السموات برمتها والأرض وكما أن الأرض برمتها أكبر من حبة رمل هكذا أنا أكبر من الجنة . بل أكثر كثيرا من ذلك عدد حبوب رمل البحر وقطرات الماء في البحر وعشب الأرض وأوراق الأشجار وجلود الحيوانات .بل أكثر من ذلك كثيرا عدد حبوب الرمل التي تملأ السموات والجنة بل أكثر .". ونقف عند كلمة الأبدي ، والتي أظن أن صحتها أللا نهائي ،وربما كان ذلك لقصور في اللغة أو في الترجمة . وقد أكد حديث نبوي على أن الله لا يحده زمان ولا مكان . ومثل هذا في العهد القديم "لأنه هل يسكن الله حقا على الأرض هو ذا السموات وسماء السموات لا تسعك فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت "(الملوك الأول 8 :27 ) وغيرها .

 وفي الفصل 116 : 5 -  21 وفصل 117 وفصل 118 :1 - 4 من إنجيل برنابا " حدث في زمن إيليا أن إيليا رأى رجلا ضريرا حسن السيرة يبكي . فسأله "لماذا تبكي أيها الاخ". أجاب الضرير "إني ابكي لأني لاأقدر أن ابصر إيليا النبي قدوس الله ". فوبخه إيليا قائلا "كف عن البكاء أيها الرجل لأنك ببكائك تخطىء ".اجاب الضرير "ألا فقل لى أرؤية نبى الله الذى يقيم الموتى وينزل نارا من السماء خطيئة؟".أجاب إيليا"إنك لا تقول الصدق لأن إيليا لا يقدر أن يأتى شيئا مما قلت على الاطلاق فإنه رجل نظيرك لأن اهل العالم بأسرهم لا يقدروا أن يخلقوا ذبابة واحدة".فقال الضرير "إنك تقول هذا أيها الرجل لأنه لابد ان يكون قد وبخك إيليا على بعض خطاياك فلذلك تكرهه ".اجاب إيليا "عسى أن تكون نطقت بالحق لأنى لو أبغضت إيليا أيها الأخ لأحببت الله وكلما زدت بغضا لإيليازدت حبا فى الله". فاغتاظ الضرير لذلك غيظا شديدا وقال "لعمر الله إنك لفاجر أيمكن لأحد أن يحب الله وهو يكره نبى الله أنصرف من هنالأنى لست بمصغ إليك فيما بعد ".اجاب إيليا "أيها الأخ إنك لترى الآن بعقلك شدة شر البصر الجسدى لأنك تتمنى بصر التبصر إيليا وأنت تبغض إيليابنفسك ".فأجاب الضرير "ألا فانصرف لأنك الشيطان الذى يريد أن يجعلنى أنأخطىء إلى قدوس الله فتنهد حينئذ إيليا وقال بدموع "إنك لقد قلت الصدق أيها الأخ لأن جسدى الذى تود أن تراه  يفصلنى عن الله ".فقال الضرير "إنى لاأود أن اراك بل لو كان لي عينان لأغمضتهما لكى لاأراك ".حينئذ قال إيليا "اعلم أيها الأخ أنىأنا إيليا".أجاب الضرير "إنك لا تقول الصدق".حينئذ قال تلاميذ إيليا"أيها الأخ إنه إيليا نبى الله بعينه ".فقال الضرير "إن كان النبى فليقل لي من أي ذرية أنا وكيف صرت ضريرا ؟"أجاب إيليا إنك من سيط لاوى ولأنك نظرت وأنت داخل هيكل الله إلى امرأة بشهوة على مقربة من المقدس أزال إلهنا بصرك." فقال حينئذ الضريرباكيا "اغفر لى يانبى الله الطاهر لأنى اخطأت إليك فى الكلام وأنى لو أبصرتك لما كنت أخطأت".فاجاب إيليا" ليغفر لك إلهنا ايها الأخ. لأنى أعلم انك فيما يخضنى قد قلت الصدق.لأنى كلما ازددت بغضا لنفسى ازددت محبة لله .ولو رأيتنى لخمدت رغبتك التى ليست مرضية لله . لأن إيليا ليس هو خالقك بل الله".ثم قال إيليا باكيا"إنى أناالشيطان فيما يختص بك لأنى أحولك عن خالقك. فإنك إذا ايها الأخ إذلم يكن لك نور يريك الحق من الباطل لأن لو كان لك ذلك لما أحتقرت تعليمى لذلك أقول لك أن كثيرين يتمنون أن يرونى ويأتون من بعيد ليرونى وهم يحتقرون كلامى.لذلك كان خيرا لخلاصهم أن لا يكون لهم عيون . لأن كل من يجد لذة في المخلوق أيا كان ولا يطلب لذة في الله فقد صنع صنما في قلبه وترك الله ".

ثم قال يسوع متنهدا " أفهمتم كل ما قاله إيليا ؟" أجاب التلاميذ "حقا لقد فهمنا وإننا لحيارى من العلم بأنه لا يوجد هنا على الأرض إلا قليلون من الذين لايعبدون الأصنام ". فقال حينئذ يسوع "إنكم لتقولون الحق لأن إسرائيل كان راغبا في إقامة عبادة الأصنام التي في قلوبهم إذ حسبوني إلها . وكثيرون منهم احتقروا تعليمي قائلين أنه يمكنني أن أجعل نفسي سيد اليهودية كلها إذا اعترفت بأني إله . وأني مجنون إذا رضيت أن أعيش في الفاقة في أنحاء البرية دون أن أقيم على الدوام بين الرؤساء في عيش رغيد . ما أتعسك أيها الإنسان الذي تحترم النور الذي يشترك فيه الذباب والنمل وتحتقر النور الذي تشترك فيه الملائكة والأنبياء وأخلاء الله الأطهار خاصة ".

وأسأل نفسي وإياكم ذات السؤال (أفهمتم ما قاله إيليا ؟) وأؤكد أن فهمه لجد عسير إلا لمن هدى الله . إن حبنا لرسل الله لا بد أن ينبع من كونهم هبة الله لهدايتنا ، الذين يبلغوننا كلمته والتي يجب أن نقبلها بل ونحبها كما هي وإن لم تصادف هوى في نفوسنا ، ونسعى جاهدين لتحويل نفوسنا للإيمان والقناعة والرضا والحب لها . لا تعظيم لذوات الرسل ولا لأجسادهم فذلك يخصهم هم وحدهم في علاقتهم بربهم وربنا ،علينا أن ندرك تماما أن ما يأتون به من معجزات ليست من أنفسهم بل من الله . علينا أن نقتدي بهم في تواضعهم الحقيقي رغم أعمالهم الصالحة الجمة عندما يتحدثون عن أنفسهم ، وكيف لا يغضبون مما يوجه لهم من نقد حاسبين أنهم يستحقونه .

وإيليا هو إلياس عليه السلام الذي ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى " وإن إلياس لمن المرسلين * إذ قال لقومه ألا تتقون * أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين * الله ربكم ورب آبائكم الأولين * فكذبوه فإنهم لمحضرون * إلا عباد الله المخلصين * وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إل ياسين * إنا كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين ".( سورة الصافات : 123 - 132 ) . وقد فصّل إنجيل برنابا دعوته ، كما أورد وصفا لأتباعه (الفريسيين) كما لم يفصله أى مصدر آخر.

وفى فصل 124 :5ـ10 إنجيل برنابا"أجاب يسوع":كل ما ينطبق على كتاب موسى فهو حق فاقبلوه.لأنه لما كان الله واحدا كان الحق واحدا .فينتج من ذلك أن التعليم واحد وأن معنى التعليم واحد فالإيمان إذ ا واحد. الحق أقةل لكم أنه لو لم يمح الحق من كتاب موسى لما أعطى الله داود أبانا الكتاب الثانى. ولو لم يفسد كتاب داود لم يعهد الله بإنجيله لي.لأن الرب إلهنا غير متغير ولقد نطق رسالة واحدة لكل البشر.فمتى جاء رسول الله يجيء ليطهر كل ما أفسد الفجار فى كتابى".وهو هنا يتحدث عن الدين فليس من المعقول أن يأمر الله قوما بعبادة غيره.أو أن يعطى لقوم دينا يخالف غيرهم.ولكن المناسك قد تختلف من نبوءة لنبوءة لتوافق الأوضاع الإجتماعيةوالثقافية والبيئية...الخ،وربما كنوع من العقاب لقوم دون قوم.

وفى الفصل 126 :1-6"وبعد أن جمع يسوع تلاميذه أرسلهم مثنى مثنى إلى مقاطعة إسرائيل قائلا"اذهبوا وبشروا كما سمعتم"فحينئذ انحنوا فوضع يده على رأسهم قائلا "باسم الله ابرئوا المرضى أخرجوا الشياطين وأزيلوا ضلال إسرائيل فى شأنى مخبرين إياهم ما قلت أمام رئيس الكهنة... فذهبوا فى كل اليهودية مبشرين ..مبرئين كل نوع من المرض .حتى ثبت فى إسرائيل كلام يسوع أن الله أحد وأن يسوع نبى الله إذ رأوا هذا الجمع يفعل ما فعل يسوع من حيث شفاء المرضى.."وقد ورد فى مرقس 6:7-12 قيام التلاميذ بمعجزات.

وفى الفصل 128: 1-10 عن لسان المسيح عليه السلام فى الهيكل"لذلك أقول لكم أيها الإخوة إننى أنا الذى هو إنسان تراب وطين يسير على الأرض..أقول أيها الإخوة أن الشيطان ضللكم بواسطة الجنود الرومانية عندما قلتم إنى أنا الله فاحذروا أن تصدقوهم لأنهم واقعون تحت لعنة الله وعابدون الآلهة الباطلة الكاذبة كما استنزل أبونا داودلعنة عليهم قائلا"إن آلهة الأمم فضة وذهب عمل أيديهم لها أعين ولا تبصر ولها آذان ولا تسمع ولها مناخر ولاتشم لها فم ولا تأكل لها لسان ولا تنطق لهاأيدى ولا تلمس لها أرجل ولا تمشى "لذلكقال داود أبونا ضارعا إلى إلهنا الحى"مثلها يكون صانعوها بل كل من يتكل عليها".يالكبرياء لم يسمع كبرياء الإنسان الذى ينسى حاله ويود أن يصنع إلها بحسب هواه مع أن الله خلقه من تراب.وهو بذلك يستهزأ بالله بهدوءوكأنه يقةل لا فائدة من عبادة الله لأن هذا ما تظهره أعمالهم.إلىهذا أراد الشيطان أن يوصلكم أيها ألاخوة إذ حملكم على التصديق بأنى أنا الله.فإنى وأنا لاطاقةلى أن أخلق ذبابةبل زائل وفان لا أقدر أن أعطيكم شيئا نافعا لأنى أنا نفسىفى حاجة إلى كل شىء.فكيف أقدر إذا أن أعينكم فى كل شىءكما هو شأن الله أن يفعل. أفنستهزأ إذا وإلهنا هو الإله العظيم الذى خلق بكلمته الكون بالأمم وآلهتهم."

وفى الفصل 152 :1-25 من إنجيل برنابايروى حوار دار بين المسيح عليه السلام وبين الجدود الرومانيين" فلما جاء يسوع إلى أورشليم ودخل الهيكل يوم سبت أقترب الجنود ليجربوه ويأخذوه.. قال الجنود "أفتريد إذا أن تحولنا إلى دينك أو تريد أن نتركجمع الآلهة( فإن لرومية وحدها ثمانية وعشرين ألف منظور) وأن نتبع إلهك الأحد.ولما كان لا يرى فهو لايعلم أين مقره.وقد لا يكون سوى باطل .أجاب يسوع "لو كنت خلقتكم كما خلقكم إلهنالحاولت تغييركم".أجابوا"إذا كان لا يعلم أين إلهك فكيف خلقنا؟أرنا إلهك نكن يهودا."فقال حينذ يسوع"لو كان لكم عيون لأريتكم  إياه ولكن لما كنتم عميانا فلست بقادر على أن أريكم إياه".أجاب الجنود "حقا لابد أن الإكرام الذى يقدمه لك الشعب قد سلبك عقلك لأن لكل منا عينين فى رأسه وأنت تقول أننا عميان أجاب يسوع "إن العيون الجسدية لا تبصر إلا الكثيف والخارجى .فلا تقدرون من ثم إلا على رؤية آلهتكم الخشبية والفضية والذهبية التى لا تقدر أن تفعل شيئا .أما نحن أهل بهوذا فلنا عيون روحية هى خوف إلهنا ودينه.ولذلك يمكن لنا رؤية إلهنا ودينه .ولذلك يمكن لنا رؤية إلهنا فى كل مكان "أجاب الجنود "احذر كيف تتكلم لأنك إذا صببت احتقارا على آلهتنا سلمناك إلى يد هيرودس الذى ينتقم لآلهتنا القادرة على كل شىء ".أجاب يسوع إن كانت قادرة على كل شىء كما تقولون فعفوا لأنى سأعبدها".ففرحالجنود  لما سمعوا هذا وأخذوا يمجدون أصنامهم.فقال حينئذ يسوع"لا حاجة بنا هنا إلى الكلام بل إلى ألاعمال.فاطلبوا لذلك من ألهتكم أن تخلق ذبابة واحدة فأعبدها".فراع الجنود سماع هذا ولم يدروا ما يقولون . فقال من ثم يسوع "إذا كانت لاتقدر أن تصنع ذبابة واحدة فإنى لا أترك لأجلها ذلك الإله الذى خلق كل شىء بكلمة واحدة الذى مجرد إسمه يروع جيوشا".أجاب الجنود "لنرى هذا لأننا نريد أن نأخذك".وأرادوا أن يمدوا أيديهم إلى يسوع .فقال حينئذ يسوع"أدوناى صباؤت"ففى الحال تدحرجت الجنود  من الهيكل كما يدحرج المرء براميل من خشب غسلت لتملأ ثانية خمرا.

وفى فصل 154 :14 "أجاب يسوع"إنك أيها الرجل تدعونى صالحا ولكنك تخطىءلأن الله وحده  هوالصالح "."وقد ورد هذا النص فى لوقا 18 :19 "فقال له يسوع لماذا تدعونى صالحا إنه لا صالح إلا الله وحده."ويفيد النصان بما لا يقبل الشك التباين بينه وبين الله،كما يصفان صلاح الله الانهائى وانفراده بالصلاح

وفى فصل 155: 15،16 "لأن الله وهو قادر على كل شىءغير محتاج إلى الإنسان فإنه خلقه بقدرته على كل شىء تركه حرا بجوده على طريقة يمكنه معها مقاومة الشر وفعل الخير .وأن الله على قدرته على منع الخطيئة لم يرد أن أيضا جوده (إذ ليس عند الله تضاد) فلما عملت قدرته على كل شىءوجوده(عملهما)فى الإنسان لم يقاوم الخطيئة فىالإنسان لكى تعمل فى الإنسان رحمة الله وبره "ويوضح هذا النص كيف أنه عدم نهاية صفات الله الحسنى جميعا فإنه لا يوجدتضاد بينها .ويريد أن يقول أن الله لم يرد أن يمنع الإنسان من الخطيئة (سواء بالفكر أو القول أوالعمل)بل تركه حرا فى فعلها وقادرا على مقاومة فعلها والتوبة عنها ،لتظهر رحمة الله فيه. وقد خلق الله للإنسان هذا القدر من الحرية ليدرك عدم إحتياج الله له ولا لعبادته .ويوضح النص عددا من صفات الله الحسنى ،القادر الغنى الكريم الجواد الرحمن الرحيم البر .ولما كانت هذه الصفات لا نهائية لدى الله فإنها تصير صالحة لأن تدعى أسماء له فالاسم هو ما يعرف به المسمى ،وقد ورد فى إنجيل برنابا أن من أسمائه القدوس (فصل12: 6،7،11 )..

وفى الفصل 167 :4-7 وهو يستكمل حديثه عن التخيير والتسيير يقول المسيح عليه السلام "فإذا كنتم إذالا تفقهون هذا بل إن كان البشر من حيث هم بشر لا يقدرون أن يفقهوه -فكيف يفقهون أن الله خلق الكونمن لا شىء بكلمة واحدة ؟كيف يفهمون أزلية الله؟حقالا يتاح لهم أبدا أن يفقهوا هذا. لأنه لما كان الإنسان محدودا ويدخل فى تركيبه الجسد الذى هو كما يقول النبى سليمان قابل للفسادبضغط النفس -ولما كانت أعمال الله مناسبة لله فكيف يمكن للإنسان إدراكها.

وفى فصل 189 :6-7 قال المسيح وهو يخاطب نيقوديموسالكاتب الصالح "قل لى أيها الأخ أخطر فى بالك لما أتيت لتسألنى فى الهيكل أن الله قد بعثنى لأبيد الشريعة والأنبياء ؟ من المؤكد أن الله لا يفعل هذالأنه غير متغير ."

وفى الفصل 192 :1-4 يقول الكاتب الصالح فى باقى حواره مع المسيح عليه السلام ،وهو يشير إلى كتيب قديم عثر عليه مكتوب بيد موسى ويوشع (يشوع)عليهما السلام ،فيه أن الذى كان سيذبح هو إسماعيل وليس إسحاق (عليهما السلام)"لايوجد فى هذا الكتاب أن الله يأكل لحم المواشى أو الغنم .لا يوجد فى هذا الكتاب أن الله حصر رحمته فى إسرائيل فقط .بل أن الله يرحم كل إنسان يطلب الله خالقه بالحق .لم أتمكن من قراءة هذا الكتابكله لأن رئيس  الكهنة الذى كنت فى مكتبته نهانى قائلا:إن إسماعليا قد كتبه "

وفى فصل 198 :12-20 "أجاب يسوع" عسانى أن أنال من الله قصاصا فى هذا العالم لأنى لم أخدمه بإخلاص كما كان يجب على أن أفعل .ولكن الله أحبنى برحمته حتى أن كل عقوبة رفعت عنى بحيث أنى أعذب فى شخص آخر .فإنى كنت أهلا للقصاص لأن البشر دعونى إلها .ولكن لما كنت قد اعترفت له بأنى لست إلها فقط كما هو الحق بل إعترفت أيضا أنى لست إلها فقط كما هو الحق بل اعترفت أيضا أنى لست مسيافقد رفع الله لذلك العقوبة عنى .وسيجعل شريرا يكابدها باسمى حتى لا يبقى منها لي سوى العار .لذلك أقول لك يابرنابا أنه متى تكلم إنسان عما سيهبه الله لقريبه يستأهله.ولكن لينظر متى تكلم عما سيعطيه الله إياه أن يقول "أن الله سيهب لى".ولينظر جيدا أن لا

يقول "أنى أستأهل ".لأن الله يسر أن يمنح رحمته لعبيده متى اعترفوا أنهم يستأهلون الجحيم  لأجل خطاياهم ".يوضحه هذا النص كيف كان المسيح عليه السلام متواضعا ،كيف اعتبر نفسه غير مستحق لفضل الله عليه إذ أنجاه من الموت صلبا كما خطط لذلك مع الرومان والكهنة .وسيقول قائل كيف يعذب فى شخص آخر أيتفق هذا مع عدل الله ؟والمراد بهذا الشخص يهوذا الإسخريوطى والذى كان راغبا فى قتله لأنه ضيع عليه ثلاثين قطعة من الذهب. وقد اقتضت شريعة اللهأن أنماط الأمور بالنية ،كما اقتضت أن من قتل نفسا بغير حق فإنه يحمل كل أوزارها يتبين ذلك من قول هابيل لأخيه"لئن بسطت إلي يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدى إليك لأقتلك إنى أخاف الله رب العالمين*إنى أريد أن تبوء بإثمى وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين"(المائدة:28 ،29 )لذا كان يهوذا مستحقا للصلب بعدل الله .ولكن ما جاء بالنص"فإنى كنت أهلا للقصاص لأن البشر دعونى إلها "مردود عليه فما كان الله ليعاقبه على ما فعل غيره،فليس المسيح عليه السلام مسئولا عما يقولونه من أنه أكثر من إنسان اللهم إن كان هو الذى أمرهم بهذا أو وافق عليه وهو ما لم يحدث. بل كان يعترض بشدة على أى مديح يمدح به ،كمثال ما جاء فى الفصل 154: 14،ولوقا 18: 19، وما جاء فى فصل182: 30- 32 فى حوار بينه وبين نيقوديموس "حينئذ شكر الكاتب يسوع  

   وقال"ياسيدى لنذهب إلى بيت خادمك لأن خادمك يقدم لك ولتلاميذك طعاما ". أجاب يسوع " إني أذهب الآن إلى هناك متى وعدتني أن تدعوني أخا لا سيدا وتقول إنك أخي لا خادمي ". فوعد الرجل وذهب يسوع إلى بيته ." . وقد ورد مثل هذا في لوقا 8 :21 " فأجاب وقال لهم إن أمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها "، ومتى 12 :49 " ثم أومأ إلى تلاميذه وقال هؤلاء هم أمي وإخوتي ". كما ورد قوله "ابن البشر لم يأت ليخدم بل ليخدم " بضم الياء في ليخدم الأولى وفتحها في الثانية (متى 20 :28 ومرقس 10 :45 ).

ويستكمل إنجيل برنابا حديث المسيح عليه السلام في الفصل التالي 199 :1 فيقول " إن الله غني برحمته حتى أن دمعة واحدة من ينوح لإغضابه الله تطفأ الجحيم كله بالرحمة العظيمة التي يمده الله بها على أن مياه ألف بحر ـ لو وجدت ـ لا تكفي لإطفاء شرارة من لهب الجحيم ".

وفي فصل 203 : 1 - 3 قال المسيح عليه السلام نقلا عن الله " أيتها المدينة قاسية القلب المرتكسة العقل لقد أرسلت إليك عبدي لكي يحولك إلى قلبك ... ستبكين مرارا عديدة ليبريء جسمك من المرض وأنت تطلبين أن تقتلي عبدي لأنه يطلب أن يشفي نفسك من الخطيئة ." والمراد بعبده في النص المسيح عليه السلام والمدينة المشار إليها هي القدس (أورشليم ) والتي كانت آنذاك مقرا لسبط يهوذا والذين كفروا بما أنزل إليه وظلوا يهودا رغم ما أفاء الله به عليهم من معجزات على يديه ، وطلبوا شفاء أجسادهم ولم يطلبوا شفاء نفوسهم ، لقد رفضوا ما قاله رغم علمهم أنه مرسل من الله ، بل وأرادوا قتله رغم علمهم بذلك ".

وفي الفصل 206 :1 -5 " ولما جاء النهار صعد يسوع إلى الهيكل في جم غفير من الشعب . فاقترب منه رئيس الكهنة قائلا " قل لي يا يسوع أنسيت كل ما كنت قد اعترفت به من أنك لست الله ولا ابن الله ولا مسيا ؟" .أجاب يسوع "لا البتة لم أنس . لأن هذا هو الإعتراف الذي أشهد به أمام كرسي دينونة الله في يوم الدينونة .لأن كل ما كتب في كتاب موسى صحيح كل الصحة فإن الله خالقنا أحد وأنا عبد الله وراغب في خدمة رسول الله الذي تسمونه مسيا ".

وفي الفصل 212 : 5 -16 يدعو المسيح عليه السلام ربه قائلا " أيها الرب القدير الغيور الذي ينتقم في عبادة الأصنام من الآباء عبدة الأصنام حتى الجيل الرابع العن إلى الأبد كل من يفسد إنجيلي الذي أعطيتني عندما يكتبون أني ابنك . لأني أنا الطين والتراب خادم خدمك ولم أحسب نفسي قط خادما صالحا لك . لأني لا أقدر أن أكافئك على ما أعطيتني لأن كل الأشياء لك . أيها الرب الإله الرحيم الذي تظهر رحمة إلى ألف جيل للذين يخافونك . ارحم الذين يؤمنون بالكلام الذي أعطيتني إياه لأن كلمتك التي تكلمتها هي حقيقية كما أنك أنت الإله الحقيقي لأنها كلمتك أنت. فإني كنت أتكلم دائما كمن يقرأ ولا يقدر  أن يقرأ إلا ما هو مكتوب في الكتاب الذي يقرأه .هكذا قلت ما قد أعطيتني إياه .أيها الرب الإله المخلص ... أيها الرب الجواد والغني في الرحمة.." ، وهوقريب ما ورد في إنجيل يوحنا 8 :26 " لكن الذي أرسلني هو حق . وأنا ما سمعته منه فهذا أقوله للعالم ".

وفي وصف المسيح عليه السلام ـ في إنجيل برنابا ـ كيف تكون العبودية الصالحة ما يؤكد معنى التوحيد ، وما أكثر الجمل التي تؤدي هذا المعنى حتى أنه يصعب حصرها . ولا أجد في أغلب ما قاله إنجيل برنابا عن الله إلا ما أوضحه الله في كتابه العزيز " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون "( آل عمران :64 ) وقوله تعالى " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون "( العنكبوت :46 ).

السابق