نشرت بجريدة الأهرام تحت عنوان "المكيدة"بتاريخ 21/6 /1997

"وكتب إلي الباحث المدقق سيف الله أحمد فاضل يقول:

بليت البشرية منذ قديم الزمان بمزوري التاريخ  ارضاء لرغباتهم ولنعرتهم القومية أو الدينية . حتى أن القدر المتيقن منه  من أقوال المؤرخين قليل جدا . وتجمع الكتب الالهية الأربع التوراة والزبور  والانجيل والقرآن على أن أول البشر هو آدم عليه السلام . وقد دلت الحفريات على وجود الانسان مما يقارب اثنان وأربعون  ألفا  مضت من السنين مما يعني أن آدم عليه  السلام  أهبط الى الأرض في  هذا الوقت .

ولما كان القرآن الكريم من لدن الله الذي يسمو على الزمان والمكان فقد  قلت الآيات التي  تصف الزمان  والمكان ،  ومع هذا ولما كان الله هو العليم فان تدبر آيات الكتاب العظيم يمكننا من  استقراء تطور الحضارة البشرية .

 وبعد آدم  كان  ادريس  فنوح فهود  فصالح  عليهم جميعا السلام  ، وجميع هؤلاء يمكن وصف زمانهم بما يسمى عصور ما قبل  التاريخ. ففي عصر نوح عليه السلام كان أكثر الآلات تقدما هي ما تقطع  به الأخشاب كما تعلم الانسان أيامها جدل الحبال ،  يصف القرآن الكريم كيف   صنع نوح عليه السلام سفينته من ألواح  ودسر  "وحملناه على ذات ألواح ودسر "(القمر :13 ) . أي أنها كانت  طوفا . وكان الانسان يعيش في الكهوف الطبيعية ، انظر لقول ابن نوح  " قال  سآوي الى جبل يعصمني من الماء " (هود :43). أما في عصر هود عليه السلام  فقد بدأ الانسان في نحت  الأحجار وظهرت المدن  وفي وصف مدينتهم   يقول الله  " ألم تر كيف فعل ربك بعاد  * ارم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلاد " (الفجر :6 ـ 8  ) وفي عصر صالح عليه السلام بدأ الانسان في نقل الأحجار الى المكان الذي يريد بناء بيته فيه " وثمود الذين جابوا الصخر بالواد   "  (الفجر : 9 ) أي قطعوا الحجارة واتخذوها بيوتا بوادي القرى . وعاد  وثمود هم العرب العاربة وهم من نسل قحطان بن عابر ، وهو غالبا من أسماه العهد القديم يقطان . وهو  أخو فالج جد من جدود ابراهيم عليه السلام . وقد سموا أيضا العرب البائدة . كنتيجة لابادتهم بالريح وبالصاعقة على التوالي .

 

السابق