نشرت بجريدة الأهرام بتاريخ 30 /5 /1998 ضمن مقال بعنوان "تحت سقف بلا حنان "

                          بسم الله الرحمن الرحيم

وسألنا المفكر المصري سيف الله أحمد فاضل نفس السؤال .. فقال :

ليس من المنطقي أن نلقي كل اللوم على البيئة فيما ألم بالشباب وبصغار السن من ميول إجرامية . فالشباب مسئول عن نفسه ويملك الوسائل للخروج من تأثير هذه المؤثرات السلبية .. وكما أن هناك إسفافا في كثير من وسائل الإعلام فإنه هناك كتب جادة توضح الفضائل وتحض عليها.. وللشباب حرية الإختيار بين هذا وذاك.. لا أنكر دور الأسرة وما تغرسه في صغارها من مباديء فاسدة أو صالحة، كما لا أنكر دور المجتمع في تكوين شخصية الشاب، ولكنه يمكن للشاب دائما أن يتجه لما هو أحسن، مخالفا بذلك أسرته أو مجتمعه.

وعلى سبيل المثال فقد كانت قراءتي الأولى للكتاب المقدس للمسيحيين قبل بلوغي العشرين، ورغم معارضة لم تخفها عائلتي ولأسباب لا يجهلها أحد، ورغم وجاهة الأسباب فقد فضلت أن أبحث الحقائق بنفسي، وإذ كانت قراءة دارسة فإنها أوصلتني لمزيد من الإقتناع بوحدانية الله وعظمته .. وكم قرأت من كتب علمية غير مقررة مستفيدا منها ما شاء الله .. ولقد كانت هذه القراءات قراءة نقدية أقبل منها ما أراه صائبا ومنطقيا وأرفض ما أراه غير ذلك.. ولا شك أن كثيرين من جيلنا قد فعلوا ذلك .

أما شباب اليوم فإنهم لا يطلعون إلا على ما هو مقرر عليهم ، بل وكل همهم هو النجاح في الإمتحانات، حتى إذا فرغوا من إمتحاناتهم سكبوا كل ما تعلموه في سلة المهملات، ولا يقبلون إلا على كل ما هو تافه.

بقي أمر مهم ألا وهو الأخلاق والسلوك .. وقد تنجح القوانين في تقويم السلوك بصفة عامة ولكنها لا تتمكن من فرض السلوك القويم على الجميع ، فهناك دائما من يستطيعون الهروب من تطبيق القوانين عليهم سواء بالتخفي منها وهو أمر سهل، أو الهروب من الأحكام بإستعمال النفوذ أو المال. إذن فإن الحل يكمن في العودة للقيم الدينية الصحيحة، والتي تتفق عليها كل رسالات الله تعالى.. فأي دين يأمر بالقتل ؟..أي دين يبيح الشذوذ الجنسي؟ .. أي دين يبيح الزنا؟.. أي دين يبيح السرقة؟.. أي دين يبيح الظلم؟.. أي دين يبيح غير ذلك من الأخطاء كبرت أم صغرت؟.. والإجابة لا يوجد!!

بل أكثر من ذلك هل هناك دين يدعو للكبر أو الكذب أو الأنانية...؟ والإجابة بالنفي!!

بالقيم الدينية يتآلف المجتمع ويصبح كل عضو فيه يبحث عن مصلحة أخيه بعكس النظريات المادية والتي تكرس كل فرد لتحقيق مصالحه هو، ولو على حساب الآخرين .. ولا شك وأنه في ضوء هذه النظريات تتعارض مصالح الجميع حتى الآباء والأبناء ..

 

                                 

السابق