نشرت بجريدة الأهرام بتاريخ 14 /11 /1998 تحت عنوان آدم وحواء على ضفاف النيل

بسم الله الرحمن الرحيم

من مقالة بعنوان بداية البشرية

أما الكاتب الإسلامي المدقق سيف الله أحمد فاضل فكتب إلي يقول : بخصوص البحث عن مكان وجود آدم عليه السلام أقول : الجودي هو اسم الجبل الذي رست عليه سفينة نوح عليه السلام بنص القرآن الكريم، الكتاب الوحيد الذي "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه " وقد كانت طوفا ضخما " وحملناه على ذات ألواح ودسر "( القمر :13 ) ليتسع لحوالي المائة من البشر علاوة على زوجين من كل كائن حي "نبات أو حيوان "حيث أن البشرية لم تكن قد تمكنت من صناعة أدوات تستطيع بها قطع أي شيء نخلاف الخشب وصناعة الحبال البدائية " من فروع الشجر ، وهي ترقد فوق هذا الجبل منذ آلاف السنين في انتظار اكتشافها لتصير دليلا على عظمة الله وصحة كتابه الذي أنزله على عبده محمد صلى الله عليه وسلم" فنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين " (العنكبوت :29 ) والمعتقد أن هذا الجبل يقع ضمن سلسلة الجبال الوقعة بين أرمينيا وأوزبكستان ... وبينما يبدو من العهد القديم أن عمر البشرية لا يزيد بحال عن سبعة آلاف سنة حتى الآن ، فإن معطيات العلم تثبت أن هذا العمر أكثر من ذلك بكثير ! بل إن الإنسان العاقل "حسب قول العلماء " كان منذ إثني عشرة ألف سنة ، وهو الإنسان الذي مارس الزراعة والرعي حسب نظريتهم ، ويبدو أن هذا الزمن يزافق نبوة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، فنحن إذا راجعنا أقوال الأنبياء فيما سبق إبراهيم عليه السلام لا نجد ذكرا لفريضة الزكاة وقد كان أول من أوصى بها هو إسماعيل عليه السلام" وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا" (مريم : 19 )مما يبين نشأة الملكية الخاصةفي زمانه أما قبله فقد كان البشر يقتاتون من الثمار البرية والصيد.

وقد ناقضت الحفريات كثيرا مما ذكره العهد القديم" دائرة معارف جرويلر" كما ورد بها أيضا أن هذه الحفريات كانت سببا في اكتشاف مشاكل في العهد القديم أكثر مما حلت من مشاكل.

و عودا إلى آدم عليه السلام ... فإنه عند إهباطه من الجنة ، وهي ذاتها التي وعد بها المتقون وأنه وزوجه من المقصودين بقوله تعالى في سورة هود : 108" وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك "، هبط على روابي القدس ذلك أنه ورد أنه عليه السلام ظل يبكي مائة عام بلا انقطاع حزنا على إغضابه الله تعالى ، فتاب عليه ،ولو كان قد بكى لطرده من الجنة ما كان الله قد تاب عليه، حيث أحسب أن ذلك في المكان الذي يدعى الآن حائط المبكىوشرع الله هذا النسك على لسان موسى عليه السلام إقتداء به... وربما كانت الصخرة التي بني عليها مسجد الصخرة هي تلك التي طرد بها إبليس من الجنة .. والله أعلم. وقد شاءت إرادة الله أن ينعم  كل إنسان بجنة شبيهة يأتي له فيها رزقه دون أن يحرك أنملا ألا وهي رحم أمه.

أما أرض الميعاد التي يتحدث عنها اليهود " من النيل للفرات "فهي ضمن جزاء الله لإبراهيم عليه السلام ... لأنه قدم ابنه البكر الوحيد إسماعيل عليه السلام للذبح راضيا مختارا، حيث وعده الله بنبي "تتبارك به كل قبائل الأرض" رسوله للعالمين محمدا صلى الله عليه وسلم .. وقد تمت هذه النبوءة فعلا أثناء الخلافة الراشدة، ولكن اليهود يحسبونه لم يأت بعد.

 

 

السابق