نشرت ببريد الأهرام بتاريخ 12 /4 /1999

بسم الله الرحمن الرحيم

كما باركت على إبراهيم!

لم تمض أيام على عيد الأضحى حتى جاء عيد الفصح وقد لا يعلم كثيرون أنهما مناسبة واحدة يحتفي بها أتباع الديانات الثلاث الكبيرة (اليهودية ، والمسيحية ، والإسلام ) بذكرى الفداء العظيم ( وفديناه بذبح عظيم ) وإنما إختلفت مواعيدها لأن أهل الكتاب اتبعوا تقويما شمسيا ، بينما حافظ بنو إسماعيل على التقويم القمري في تحديد مواقيتهم،ففي مثل هذا اليوم فدى الله تعلى إسماعيل عليه السلام بذبح عظيم بعد أن امتخن إبراهيم عليه السلام بأن طلب منه أن يذبح ابنه البكر وحيده الذي ما كان وقتها يرجى له من نسل غيره فقد بلغت زوجتاه هاجر وسارة سن اليأس بالإضافة إلى أن الأخيرة كانت عاقرا .. ففي سفر التكوين 22 :15 ـ 19 "ونادى ملاك الرب ثانية من السماء وقال : بنفسي أقسمت يقول الرب بما أنك فعلت هذا الأمر ولم تذخر ابنك وحيدك لأباركنك وأكثرن نسلك كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطيء البحر ويرث نسلك باب أعدائه ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض " ولم يك إسحاق يوما وحيد لإبراهيم فقد ولد بعد إسماعيل عليهما السلام بقرابة عشر سنوات، ويبين القرآن الكريم سورة الصافات :101 ـ112 أن جزاء الله لم يتوقف عند الفداء ، ولا أن يأتي من نسله رسوله للعالمين فقط . بل منحه أيضا ابنه إسحاق من زوجته العجوز العاقر سارة ومنحه أن يدعو له المسلمون في نهاية كل صلاة قبل التسليم مباشرة هو وكل من اتبعوه ( كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ..كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ) إلى غير ذلك من الجزاء في يوم الدين.

وفي ذات اليوم قدم اليهود المسيح عليه السلام فداء لشعب إسرائيل (يوحنا 11 :15 ) زاعمين أنه مرتد عن دين موسى ومدعين أ،ه إنما يطمح ليملك على اليهود (يوحنا 19 :12 ) ليستعدوا عليه الرومان الذين كانوا يستعمرون فلسطين آنذاك، ولكن الله نصره.

 

 

السابق