نشرت ببريد الأهرام بتاريخ 8 /10/ 2001

بسم  الله الرحمن الرحيم

والكل يتحدثون باسم الله

 

لا شك أن ما حدث بالولايات المتحدة هز ضمير كل إنسان ، فكم من الأبرياء  قتلوا ؟وكم من الأبرياء فقدوا أو سيفقدون مصدر دخلهم ؟ وكم من الأبرياء فقدوا الأمان ؟

ولكن الأدهى من ذلك أن كل من تحوم حولهم الشبهات في هذه الجريمة وأمثالها يتكلمون بسم الله ،والله بريء من أمثال هذه الأفعال. يستوي في ذلك جماعة بن لادن والجيش الأحمر والجيش الجمهوري الأيرلندي والداوديين و الهاجناه (الإسرائيليين ) وأحزاب إسرائيل الدينية و.... لا يبيح أي دين لله القتل بل حتى العقائد الوثنية تجرم القتل .

يظن كل هؤلاء أنهم أصحاب الدين الحق ومن عداهم كافرون يستحقون الموت !!! وهذا الظن في حد ذاته يحيل الإنسان كافرا. فالله وحده هو البر المؤمن هو وحده الصالح ، ولقد أدرك ذلك عباده الصالحين ، قال النبي صلى الله عليه وسلم" أتوب إلى الله في اليوم سبعون مرة " ، وقال المسيح عليه السلام "لماذا تدعوني صالحا ليس أحد صالح إلا واحد وهو الله "(متى 19 :17 ،مرقس 10 :18 ،لوقا 18 :19 )، وقال موسى عليه السلام "قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ".

وإذا كان الله قد أمر رسله بالقتال من أجل نصرة دينه وهو ما فعله موسى عندما حارب عباد العجل (عجل السامري ) وما فعله النبي وما سيفعله المسيح عليهم جميعا السلام ، فإن القتل شيء آخر .

كما أكّدت جميع الشرائع المسئولية الذاتية فلا يجوز أن يحاسب الإنسان على ذنب ابنه أو أبيه أو غيرهما ، كل إنسان مسئول عن ذنوبه هو ." لا تزر وازرة وزر أخرى ". فإذا كانت حكومة الولايات المتحدة قد وقفت مع الإرهاب الإسرائيلي للفلسطينيين العزل ، وتغاضت عن مناصرة مسلمي الألبان فترة طويلة، ووقفت بالمرصاد لشعوب عربية وإسلامية أخرى ،فلا يجوز  أن يحاسب على ذلك الشعب الأمريكي، بل وكل من تصادف وجودهم من شعوب أخرى في المباني التي دمّرتها العمليات الانتحارية. كما أن الانتحار أمر تنهى عنه الشرائع الإلهية وخاصة الإسلام .

ويلفت النظر التشابه الشديد بين سيناريو الأحداث والهجوم على بيرل هاربر ، كذا الأسلوب الفذ في الأداء والذي لا يتصور أن يكون من صنع طالبان.وما ثبت من تزوير في هويات منفذي العمليات، وهو ما يعطيني انطباعا بأن الفاعلين هم من البوذيين المتهوسين دينيا، أرادوا أن يضربوا عصفورين بحجر واحد :الولايات المتحدة انتقاما منها لإلقاء القنابل الذرية على هيروشيما وناجازاكي، مع ملاحظة تزامن العمليات مع ذكرى إلقاء القنبلتين، وإلقاء التهمة على الأفغانيين الذين دمروا تمثالا لبوذا ، وأنا هنا لا أحرض الولايات المتحدة على أحد، فقد اكتوت اليابان بهؤلاء الإرهابيين ذاتهم، ولكن أسلوب العمليات يلقي تأكيدا قويا لهذا.

على أتباع كل العقائد  أن يطهروا المنتمين لعقيدتهم من هذه الأفعال المؤثمة.

           

                                             

السابق