نشرت بمجلة لواء الإسلام بعدد سنة 1974

بسم الله الرحمن الرحيم

تطور المناسك الدينية

والآن وقد علمنا أن إله عيسى وموسى ومحمد واحد وأنه إله آدم ونوح .. إلخ مما يعني أن الدين واحد. فهل هناك فرق في المناسك الدينية على حسب كل رسالة ولماذا؟

إننا إذا رجعنا إلى الكتب العقائدية للاحظنا أن هناك اختلافا في المناسك ولنحاول أن نرتب فرضها تاريخيا.

وقد جد الباحث أن سنة الختان هي أقدمها فرضا على البشرية فإنه عندما أحس آدم عليه السلام أنه بسبب خطيئته (الأكل من الشجرة المحرمة ) أصبح ذا جنس ( يتضح هذا من القرآن الكريم والعهد القديم وإذ لم يكن يشعر بعورته فلما أكل من الشجرة شعر بها) أقسم أن يقطع العضو التناسلي ولكن جبريل عليه السلام دله على الجزء الزائد ليقطعه (الغلفة ـ الغرلة ) وذلك عن إنجيل برنابا ، يؤيد ذلك أيضا أن بعض القبائل البدائية في أستراليا تقوم بسنة الختان وذلك لا يمكن أن يكون إلا عن طريق اتباع نبي من ألنبياء القدامى كآدم أو نوح عليهما السلام . وأكد الختان إبراهيم عليه السلام كما يتضح من العهد القديم إذ أمره الله العلي "الذكر الأغلف فتقطع تلك النفس من شعبها إنه نكث بعهدي " كم أكد المسيح عليه السلام ذلك إذ إختتن لما أتم من العمر ثمانية أيام (إنجيل لوقا 1 :21 ،22 ) كما أكدها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله ينزل الذكر وبه أذى فأزيلوه في السابع " والمقصود اليوم السابع .

ثم سن بعد ذلك سنة دفن الموتى كما يتبين من قصة هابيل والغرابين كما فرض في نفس الوقت تقديم القرابين .

ثم فرض الحج  على كل قادر وكان للكعبة المكرمة أيام إبراهيم عليه السلام ثم انتقل على أيام موسى والمسيح عليهما السلام إلى بيت المقدس ثم عاد الحج على سنة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة. ومنذ أقدم إبراهيم عليه السلام على ذبح ابنه الوحيد (قرآن كريم وعهد قديم )أي البكر فلا يمكن أن يكون غير البكر وحيدا وهو إسماعيل عليه السلام (يتنبين ذلك من العهد القديم والقرآن الكريم ) وفدا الله ابن إبراهيم بذبح عظيم ، أصبح على البشر أن يقدموا ذبيحة سنوية من المواشي في نفس الموعد من كل عام (الفصح على سنة موسى والمسيح عليهما السلام والأضحية على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ) وذبيحة عن الذكر البكر اقتداء بإبراهيم عليه السلام وذلك على سنة موسى وعيسى عليهما السلام وأصبحت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم تقدم عن كل الذكور(العقيقة).

كما فرضت الصلاة والزكاة من أيام إبراهيم عليه السلام وكل ما حدث من زمنه إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم إن هو إلا تغيير في صورتهما أو إسمهما . وواقع الأمر أن الصلاة لا تعدو إلا أن تكون  ذكر الله (حمد ودعاء وتعظيم ) ولكنها محددة بأوقات وأشكال معينة والله ينظر للقلوب لا إلى الصور.

ثم فرض الصيام والجهاد في سبيل الله من أيام موسى عليه السلام.

ومن جميع ما سبق فإننا نرى بوضوح ما أرسل به أنبياء بني إسرائيل بما فيهم المسيح عليه السلام لا يختلف عما أرسل به النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فلماذا الإختلاف.

 

السابق