نشرت بمجلة البلاغ بالكويت سنة 1973

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى المقاتل العربي المجاهد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ، إنك لأقرب لي دما منأب أو أم بل ولو كان لي توأم لكنت أقرب منه لي دما.وأحسدك على ما أنعم الله به عليك من موقف ، متمنيا على الله وليس ذلك على الله بكثير أن يسمح لي بأن أكون بجوارك. لنقاتل سويا أعداء الله الذين أفسدوا التوراة والإنجيل . الذين قتلوا من الأنبياء من قتلواوأرادوا قتل بقيتهم فلم يمكنهم الله .الذين سبوا وحاربوا كل عبد صالح وكل عمل صالح. فإنه لك في موقفك هذا عزة وأنى يكون للإنسان عزة إذا لم توافق رغبته وعمله إرادة الله النافذة.

مرحى بك يا أخي وأنت لم تترك مالك وأهلك فحسب بل أنت على استعداد أن تترك هذه الدنيا بأكملها في سبيل الله.

ولإذا كنت تناضل الشيطان المتجسد في هؤلاء الفاسقين فإننا هنا نناضل الشيطان بالعمل الصالح نستعين بالله وندعوه لينصرك ويثبت أقدامك ويجعلك في أحسن حال، وليكفر عنا ذنوبنا ويتوب علينا إنه هو التواب الرحيم.

وأحب أن أذكرك أنه إذا أصابتك محنة فتذكر أن ذلك إنما هو ببعض ذنوبنا التي نستعين بالله لتجنبها قدر طاقتنا، وإذا أصبت نصرا فتذكر أنما ذلك بفضل الله . كما أحب أن أذكرك ألا تغفل عن سلاحك لحظة فبهذا أمر الله. وعليك في ذات الوقت ألا تظن أنك تنتصر بقوة سلاحك أو بكثرة نفرك أو بكثرة مؤيديك بل إن نصرك من الله وله وحده الحمدإذا أنت انتصرت فما النصر إلا من عند الله. أما سلاحك فإن كان له فضل فهو أن ترهب به أعداء الله وأعداءنا. أما سلاحهم فإن زاد أو كثر فلا يرهبك لأنك لا تخشى إلا الله. كما أذكرك ألا تغفل عن ذكر الله لحظة مهما اشتدت المعارك ولينطق لسانك دوما الله أكبر وما أضألهم وإن جمعوا ـ الناس جميعا ـ أمام الله .

وإن كان الله قد قدر أن تفارق دنيانا فإنما ستفارقها لما هو أحسن ـ الجنة، وسنعمل جاهدين لنلحق بك هناك حيث رحمة الله الدائمة حيث السلام الدائم الذي لا يعكر صفوه شياطين الإنس والجن. وهناك في يوم القيامة ستشهد على الكفار من بني إسرائيل، ستشهد عليهم لدى الله الشهيد أنهم دعوا إلى الحق فأبوا واستحبوا الكفر والضلال، فاستحقوا بذلك نار جهنم هم فيها خالدون.

وإلى لقاء قريب بإذن الله في الدنيا أو في الآخرة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

 

السابق