نشرت بجريدة الأهرام تحقيق السبت بتاريخ 29 /6 /2002 تحت عنوان ألاعيب شيطانية بقلم الأستاذ عزت السعدني . وما كتبه إضافة كتب بالخط الأندلسي ، وما اختزله وضع بين قوسين.

ولكي نعرف ونفهم لماذا تكذب إسرائيل؟ تعالوا نقرأ ما كتبه تفسيرا وتحليلا للأكاذيب الإسرائيلية الباحث والدارس في علم مقارنة الأديان سيف الله أحمد فاضل هو يقول :

أن يكذب الصهاينة فهذا أمر متوقع فكما يقول المثل الدارج " العيب من أهل العيب مش عيب" ولكن أن نصدق أكاذيبهم بل ونرددها فهذا أمر مرفوض تماما. فهم يدعون أنهم بني إسرائيل (إسرائيل في العهد القديم والذي هو الجزء الأول من "الكتاب المقدس " والذي يؤمن به اليهود والمسيحيون) .والحقيقة خلاف ذلك تماما فبنو إسرائيل اليوم غالبية مسلمة فلم يكفر بالمسيح عليه السلام سوى سبط يهوذا على شئ من التقريب ، وتحولت غالبية بني إسرائيل إلى الإسلام بالفتوحات الإسلامية ( حيث كان غالبية بني إسرائيل يقيمون في الشام ومصر  والمعروف أن أغلب سكان هذه البلاد قد تحولوا للإسلام)وقلة من المسيحيين واليهود، حيث لا يمثل اليهود من بني إسرائيل أكثر من عشر بني إسرائيل. وعلى ما جاء بسفر العدد الإصحاح الأول فإن تعداد بني إسرائيل كان 603550 ممن يزيد عمرهم عن عشرون سنة ،مما يعني أن تعدادهم في أيام موسى (عليه السلام ) كان يقارب المليون . فمن المؤكد إذا كان هذا الرقم صحيحا أن يكون التعداد الحالي يجاوز المليار نسمة .بينما تعداد اليهود في العالم  أقل من عشرون مليون. كما أن هناك يهود من غير بني إسرائيل دخلوا في العقيدة اليهودية كنتيجة لتبشير سليمان بن داود عليهما السلام(قوم سبأ) كما بشر اليهود في المهجر شعوبا آرية (إغريق ورومان وأسبان ..إلخ )على ما يذكر العهد الجديد (الجزء الثاني من "الكتاب المقدس" والذي يؤمن به المسيحيون) " لأن موسى منذ الأجيال القديمة له في كل مدينة من ينادي به في المجامع اذ يتلى كل سبت " ( أعمال الرسل 15 : 21 ) . و" وكان في أورشليم رجال من اليهود أتقياء  من كل أمة تحت السماء  " (أعمال الرسل 2 :5 ).ويمكن افتراض أن اليهود من غير بني إسرائيل يمثلون نصف اليهود حاليا دونما معدل خطأ كببير.ويمكن القول أن الغالبية العظمى ممن يسمون الآن سوريون ولبنانيون وفلسطينيون من بني إسرائيل ، وهناك نسبة لا بأس بها من العراقيين والمصريين من بني إسرائيل،وربما كان هذا معنى النبوة الواردة بسفر أشعياء الإصحاح 19 " في ذلك اليوم يكون في أرض مصر خمس مدن تتكلم بلغة كنعان .... يقال لإحداها مدينة الشمس (هليوبوليس ) ...فيعرف الرب في مصر  ويعرف المصريون الرب .. في ذلك اليوم يكون إسرائيل ثلثا لمصر وأشور ... بها يبارك رب الجنود قائلا مبارك شعبي مصر ..".

 كما يدعون أنهم شعب الله المختار والحقيقة أن شعب الله المختار هم من يعبدون الله ولا يشركون به شيئا بصرف النظر عن أصولهم العرقية كما هو واضح بجلاء من العهد القديم (تكوين 17) " لما كان ابرام ابن تسع وتسعين سنة .. وقال له أنا الله  القدير اسلك أمامي  وكن كاملا . فاجعل عهدي بيني وبينك.... وأقيم عهدي بيني وبين نسلك من بعدك .... وأعطيك  أرض غربتك لك ولنسلك من بعدك ..... وأكون لهم إلها .... وأنت فاحفظ عهدي أنت ونسلك من بعدك  مدى أجيالهم ...  هذا   هو  عهدي   الذي تحفظونه ...... ابن ثمانية أيام يختن كل ذكر منكم مدى أجيالكم  المولود في منازلكم والمشترى بفضة من كل غريب  ليس   من نسلكم . يختن المولود في بيتك   والمشتري بفضتك فيكون عهدا مؤبدا . وأي أقلف من الذكور لم تختن القلفة من بدنه تقطع تلك النفس من شعبها إذ نقض عهدي....". فالغرباء يظلون في شعب الله إن هم حافظوا على العهد (أن يتخذوا الله إلها لهم وأن يختتنوا).

ويدّعون أنهم الساميون . والساميون هم كل نسل سام بن نوح عليه السلام وهم بشهادة كتابهم :نسل عيلام  (العيلاميون )ونسل أشور (الأشوريين، السكان الأصليين بالشام والذي أشتق من اسمه سوريا)ونسل أرفكشاد ومن نسله البابليين، ونسل لود ونسل أرام ( الأراميون).وعابر حفيد أرفكشاد هو أبو العرب (العبرانيين ) والذين نزحوا عبر نهر الفرات على مرحلتين فيقطان (قحطان)من نسله الموداد وشالف وحضرموت ويارح وهدورام وأوزال ودقلة وعوبال وأبيمايل وشبا (قوم سبأ) وأوفير وحويلة ويوباب. وقد هاجروا  أولا للأرض العربية في البلاد التي تسمت باسمائهم ومنهم العرب العاربة (قوم هود وقوم صالح عليهما السلام). أما المرحلة الثانية فكانت بعبور إبراهيم ولوط عليهما السلام .وعليه فإن بني إسرائيل (أولاد يعقوب عليه السلام لا يمثلون إلا عشيرة من الشعب العربي ومن الجنس السامي.

كما يتشدقون بالدولة العبرية ولم تكن هناك دولة عبرية ولن تكون فقد انقسم الشعب العربي (العبري ) إلى قبائل وأسباط وعشائر  قبل أن تنشأ الدول.

كما أنهم يدعون أن من حقهم أرض المعاد والحقيقة أن هناك عهدان يستحسن تسميتهما أرض العهد وتلك من النيل للفرات وقد تمت بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم . وأرض الموعد وهذه هي أرض فلسطين على وجه التقريب وسيطهرها المسيح عليه السلام عند عودته من كفرة بني إسرائيل (اليهود ) ويدعو المؤمنين بالله من جميع أنحاء المعمورة للإقامة بها.

وقد أشرتم في مقالكم بتاريخ 18 /5 /2002 إلى النبوءة التي تقول "نواح في الرامة راحيل تبكي أبناءها .." (أرميا 31 :15 و إنجيل متى 2 :18 ) وهذه النبوءة تشير إلى مدينة الرامة (رام الله حاليا )وليس لمدينة بيت لحم ، فهي إذا تتحدث عن حادثة أخرى غير هجرة المسيح عليه السلام لمصر. وثابت من إنجيل متى 27 :57 -60 ،ومن إنجيل مرقس 15 :43 ـ46 ،ومن إنجيل لوقا 23 :50 ـ 53 ،ومن إنجيل يوحنا 19 :38 ـ 42 أن المصلوب دفن في القبر الجديد ليوسف الذي من الرامة لقربه من مكان الصلب .ومن المنطقي أن يبني المرء قبره بالقرب من سكنه أي أن هذا القبر في الرامة .ويكون الصلب قد حدث في الرامة (رام الله حاليا)، ولقد بكى تلاميذ المسيح عليه السلام  باعتبار أنه المصلوب وإن كانت الحقيقة غير ذلك. إلى أن نزل مرة أخرى بعد أن استجباه الله للسماء الثالثة ليبين لتلاميذه المقربين فقط حقيقة ما حدث وما بينته النبوات السابقة من أن الله سيخلصه وسيعيش حياة مديدة " من طول الأيام أشبعه" وأنه سيعود ليشهد نهاية الأشرار (أولئك الذين كفروا به وحاولوا قتله رغم علمهم أنهم رسول الله إليهم على ما في متى 15 :24 "لم أرسل إلا إلى الخراف الضالة من آل إسرائيل "و "هؤلاء الاثنا عشر ارسلهم يسوع واوصاهم قائلا.الى طريق امم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا. بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة". فمفاد النبوة " نواح في الرامة ..." أن الله سينقذ المسيح عليه السلام مما أراده اليهود :أن يقدموه ذبيحة فصح بشرية عن شعب إسرائيل ، إذ اعتبروه عدوا لإسرائيل ، وأن قتله سيكفر عنهم ذنوبهم !!!!!؟؟
و تعتبر التفاسير الإسلامية أن أحد تلاميذه (سرجيوس ) قد صلب مكانه برغبته ، وتستبعد أن يكون شبهه قد ألقي على ليودس زكريا يوطا (يهوذا الإسخريوطي )ـ على ما بينه ابن كثير في كتابه "القول الصحيح في رفع السيد المسيح "إذ يقول " وبعض النصارى يزعم أنه ليودس زكريا يوطا وهو الذي شبه لهم فصلبوه وهو يقول :إني لست بصاحبكم (يقصد المسيح ) ، أنا الذي عليه" {.بينما يؤكد "إنجيل برنابا " أن يهوذا الإسخريوطي قد ألقي عليه شبه المسيح وأنه صلب مكانه . وهذا الإختلاف وأمثاله بين إنجيل برنابا من جهة وبين القرآن الكريم والتفاسير الإسلامية تؤكد أنه لا يمكن أن يكون من وضع المسلمين ، بل إنه يمثل عقيدة يهودي كان موجودا في القرن الأول الميلادي. }

وها هم أبناء من تفاخروا بأنهم قتلوا رسول الله المسيح عليه السلام يدّعون أن ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين عدو إسرائيل وينتوون قتله في عيد فصحهم والذي كان سيحدث لولا تدخل الدول العربية والدول المحبة للسلام ،وأولا وآخرا بإرادة الله.

 

السابق