نشرت ببريد الأهرام بتاريخ 13/1/2003

 

تذكرنا الأيام التي نمر بها بالميلاد المعجز للمسيح عيسى بن مريم عليه السلام. فقد ولدته أمه رضي الله عنها بدون أن يمسها إنسان. كأنما أراد الله أن يخاطب بني إسرائيل بغناه عن الأسباب . وليبين لهم أن الأسباب لا تعطي نتائجها إلا بإرادة الله . وأن يذكرهم أنه قد خلق آدم بدون أن يكون له أب كما خلق حواء بدون أم . بل وأمدهم بمعجزة أخرى معاصرة تقريبا للحدث ألا وهي ميلاد يحي عليه السلام (يوحنا المعمدان) من أب وأم مسنان ، وهو ما حدث أيضا إذ وهب الله لإبراهيم عليه السلام ابنه إسحاق عليه السلام من زوجته العجوز العاقر .ولكن بدلا أن يحمد اليهود  الله على عظيم قوته وقدرته التي لا يحول دونها حائل، اتهموا مريم عليها رضوان الله بالزنا فقالوا أنها أنجبته من يوسف النجار ، أو من باندرا على ما يدّعي التلمود . وإذ لم تبرز أناجيل العهد الجديد الأربعة (متى ومرقس ولوقا ويوحنا ) رد فعل اليهود لهذا الحدث المعجز ، فإن القرآن الكريم يذكر في سورة مريم : 27 ـ 33 " فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا . يا أخت هارون ما كان أبوك امرؤ سوء وما كانت أمك بغيا . فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا . قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا . وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا . وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا . والسلام على يوم ولدت ويوم أبعث حيا " . ورغم هذا فقد كفر به الكهنة ورجال الدين والسبط الذي ينتمي له ( سبط يهوذا ) مدعين أنه مرتد عن دين موسى يجب قتله ، ورغم المعجزات التي صنعها الله على يديه والتي تجزم أنه رسول من عند الله.

 

السابق