نشرت ببريد الأهرام بتاريخ 11/6/2003

أفضل حارس

 

لكم أعجب من الكلمة التي أطلقها ذلك القائد الفارسي " حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر " . ووجه العجب في أن الذي أطلقها وثني ، فلقد كانت فارس آنذاك واحدة من أئمة الكفر،فكيف يتأنى له أن يقول مثل هذه الكلمة ، وهي درة من درر الحكمة. ليس من الممكن أن ينعم ظالم بالأمن  ، حتى ولو أحاط نفسه بالعسكر والجدران وكل وسائل الحماية . فهو يعلم في داخل نفسه أنها جميعا قابلة للاختراق ، ولكن الأهم من ذلك أن الله أودع في البشر تلك الفطرة الصالحة التي يصيبها القلق  عندما يخطأ الإنسان فلا ينعم بذلك السلام الداخلي الذي لا يحظى به إلا المؤمنون بالله . ومن لا يصدقني فليلحظ عيون شارون وهي تدور في مقلته في الصورة الأرشيفية التي يتحفنا بها التلفاز كل يوم تقريبا وهو متجه لرئاسة مجلس وزارته ، بل وهو مجتمع به أيضا . سيرى نظرات أقرب إلى الخوف من كل ما ومن حوله ، رغم أنه في وسط قومه.

ليس من حق السلطة الفلسطينية أن تأمر الفلسطينيين بألا يثأروا لذويهم الذين قتلهم شارون ، أو لممتلكاتهم التي استبيحت ، فهذا شرع الله .

لو ساد العدل لساد الأمان سواء على مستوى الشعوب أو الجماعات أو الأفراد.

لو أعطيت أفغانستان والعراق وفلسطين وغيرها استقلالها لنعم الجميع بالأمن .

 

السابق