نشرت ببريد الأهرام بتاريخ 22 / 12 / 2003

 

ليست مصادفة

لم تكن الهندسة الفراغية من ضمن المقررات الدراسية التي درستها ، وعليه فإني أعتذر مقدما إن لم استعمل التعبير العلمي. فقد شد انتباهي دائما خصائص الدائرة فهي الخط الذي لا ينتهي بخلاف أي نوع آخر من الخطوط . كما أن لها أهمية كبرى في الحركة فلا توجد آلة متحركة إلا وتعتمد على محور دائري المقطع يدور حوله جسم مفرغ منه جزء على شكل دائرة ، سواء أكان صغيرا فيما يعرف بالمفصل ، أم كبيرا . أما الكرة وهي دائرية من جميع الجهات فإنها تستطيع أن تتحرك في جميع الاتجاهات ولكن لا يسهل استعمالها كمفصل لأنه لا بد من تثبيتها بطريقة ما ،مما يجعل الحركة محدودة ، لذا فإذا أردنا أن نجعل جزء ما يتحرك في أكثر من اتجاه فعادة ما يستعمل أكثر من مفصل.

ولعل أكبر قدر من الحركة المتعددة الاتجاهات ما نلاحظه في العجلة الأمامية للسيارة أو ما يشابهها فهي تتحرك عموديا كما تتحرك أفقيا ، ونسبة مقدار الحركة الممكنة فيها بالنسبة لحركة الكرة حول مركزها نجدها تقارب السدس فقط . هذا بينما تكوِّن حركة العضد أكثر من ثلاثة أرباع حركة الكرة فيمكنك تحريكه حتى يصل إلى الرأس من الجانب وإلى قرب الأنف من الأمام وإلى خلف الظهر بقرابة 15  درجة . هل يمكن أن يكون هذا من قبيل الصدفة كما يدّعي العلمانيون؟؟ فإذا أضفنا إلى تلك الحركة حركة الساعدين واليدين والأصابع فإنه بمقدور الإنسان أن يصل إلى أي جزء من جسمه ، هل يمكن أن يتأتى هذا مصادفة ؟؟ سبحان الخلاق العليم.

 

السابق