نشرت ببريد الأهرام بتاريخ 11/2/2004

 

ليس روحانيا

قادتني الكلمة التي نشرت ببريدكم للصيدلي إيهاب موريس لإعادة البحث عن معنى ودلالة المفردات التي وردت بكلمته. وهاكم بعض ما وصلت إليه: العلمانية نسبة إلى كلمة "عالَم " بفتح اللام وهي تعبير العهد الجديد عن "الحياة الدنيا"لدى البعض ولدى البعض الآخر أنها تشير للخطايا بصفة عامة. أما الكلمة الإنجليزية التي تعبر عن العلمانية فهي مشتقة من كلمة secular ومعناها : ليس روحانيا ، لا ينتمي للدين. وقد نشأت العلمانية كرد فعل لما قامت به الكنيسة الغربية من تحريم (بمعنى تكفير) العلماء من أمثال جاليليو ودارون صاحب نظرية النشوء والارتقاء. وقد كان رأيها صائبا فيما يتعلق بهذه النظرية إذ تتعارض مع كون الله هو خالق جميع الكائنات الحية بكلمة منه، وليس كما تقول أنها نشأت بالصدفة. ولكن لا يبرر هذا تكفير قائلها، فليس من سلطة البشر تحديد من هو الكافر ما لم يعلن هو صراحة ذلك. أما كلمة إلحاد فهي مشتقة من كلمة لحد، وألحده وضعه في قبر ، أي ستره وتغطيته، وألحد في الدين حاد عنه. فكل أنواع الكفر تدخل ضمن الإلحاد: أن يدعى مخلوق أو تمثال أو حتى معنى إلها، أو أن يتَّبع إتباعا مطلقا ـ أي يصير له عبدا ـ حتى ولو خالف صحيح الدين ، حتى ولو لم يسمِّه إلها ، أو إنكار وجود إله. ذلك أننا نجد نصوصا مثل "جعل صنما في قلبه " ، " كل من يصنع خطية فهو عبد للخطية" ، "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم" .فمن المؤكد أن أي من هذه لم يسمى إلها. وعليه فإنه إذا دعي شخص علمانيا فهذا يعني بعده عن مفاهيم الدين الأساسية ، وإذا دعيت دولة بالعلمانية فهي لا تضع اعتبارا للدين في معاملاتها. وصحيح الدين يتيح للمغايرين العيش في سلام وأداء شعائرهم الدينية طالما أدوا حق الدولة، ويكفل لهم حقوقهم المادية. وعلى أمل الاستمرار معه في حوار أدون عنواني الإلكتروني أدناه.

 

السابق