نشرت ببريد الأهرام بتاريخ 15/7/2003

 

على حسابها

 

لقد مضى ثلاثة أشهر على التقرير الذي وضعه هانز بليكس ـ لا سامحه الله ـ والذي يضع بذورا من الشك في إمكان امتلاك العراق أسلحة كيماوية وبيولوجية ـ وبدون مبرر ـ طالبا في نهايته مد أجل مهمته ثلاثة أشهر. وهو ما رفضته الولايات المتحدة بل و اتخذت تقريره  ذريعة لاحتلال العراق والذي مضى عليه ثلاثة شهور. ولم تتمكن الولايات المتحدة  رغم احتلالها إثبات امتلاك العراق لأسلحة بيولوجية أو كيماوية لسبب واحد أنه لا يوجد أسلحة من هذا النوع. فإذا كان قد ثبت ذلك فإن على حكومة الولايات المتحدة أن تتحمل نتيجة خطئها وتقوم بإعادة تعمير العراق على حسابها الخاص وليس على حساب الشعب العراقي. ليس هذا فقط بل تعويض العراق عن قتلاه ، وأن تتحمل تعويض أهالي قتلاها الذين أرسلتهم لحرب لا مبرر لها .

والشعب العراقي كله يعرف أن هدف هذه الحرب الوحيد هي الاستيلاء على موارده، وهو ليس شعبا خائنا كما يصوره البعض فقد اجتاحت جيوش ألمانيا فرنسا في خمسة عشر يوما وليس واحدا وعشرون ، رغم أن الفرق بين القوى المتحاربة كانت أقل كثيرا مما هو حادث في الغزو الأمروإنجليزي . لا يستبعد وجود بعض الخونة ولكن وجودهم لم يكن مؤثرا. وربما كان أحدهم  هو ذلك الذي أوهم الناس بأنه يسب المحتلين بتسميتهم علوجا ، مع أن كلمة علوج كما هي في المعجم الوسيط هي جمع علج بكسر العين وسكون اللام وهو الرجل الشديد الجاف ، وإن كان معناها في مختار الصحاح أنه من كفار العجم.

 

السابق