نشرت ببريد الأهرام بتاريخ 15/ 7 / 2004

 

دورات ودورات!

 

يتحدثون عن تدوير المنتجات وكأنهم اخترعوا شيئا جديدا بينما التدوير سار منذ خلق الله السماوات والأرض. وللمثال فقط فإن بقايا ومخلفات الإنسان والحيوانات تتحلل لتصير غذاءً للنباتات . وبينما يستنشق الإنسان والحيوانات الهواء ويستخلص جسدهم ما فيه من أكسجين ويخرج ثاني أكسيد الكربون ، فإن النبات يأخذ ثاني أكسيد الكربون نهارا ويخرج الأكسجين .  وما ينتج عن أنشطة الإنسان الصناعية من غازات سامة مثل أكاسيد النتروجين والكبريت يسقط المطر ليذيبها بإذن الله ليحولها إلى غذاء للنباتات. ودورة الماء في الكون معروفة حيث يتم بالبخر تطهير المياه من الأكاسيد الضارة ثم تسقط من السماء مرة أخرى طاهرة نقية . حتى الجبال والتي تتحول إلى تربة صالحة لنمو النباتات وليسهل تمهيدها لسير الإنسان والحيوانات بفعل عوامل التعرية تسقط هذه التربة بين شقوق القشرة الأرضية وتنصهر هناك ثم تعود للظهور مرة أخرى على هيئة حمم يخرج من البراكين لتكون صخورا وجبالا تحفظ الاتزان الحركي ( الديناميكي ) للأرض. دورات ودورات ودورات، وبمثل هذا التدوير الذي لا يمكن للإنسان مجاراته حفظ الله تعالى بواسع علمه هذا الكوكب رغم ما يفسده الإنسان، ومازال الهواء صالحا للتنفس والماء كافيا للبشر، رغم أعدادهم التي تزيد يوما فيوم، ورغم مرور آلاف السنين على خلق الإنسان. 

 

السابق