نشرت بجريدة الأهرام تحقيق السبت بتاريخ 29 /8 /1979 تحت عنوان قالوا عن يوسف

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كتب إلي سيف الله أحمد فاضل مؤلف كتاب دراسات حول وحدة الدين عند موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام يؤكد القرآن الكريم أن الدين عند الله الإسلام بما يعني أنه دين جميع الأنبياء من لدن آدم وحتى نبوة خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم . وقد توارث البشر هذا الدين إلا أنه نشأت فيه بالبعد الزمني عن النبوة خرافات نسبها الناس زورا وبهتانا للدين إلا أنه يلفت النظر بصفة خاصة توحيد أخناتون فإنه يكاد يكون توحيدا خالصا لا وسيط فيه ولا شريك . حتى أكاد أجزم أنه تابع فيه لأقوال نبي معاصر له يغلب على ظني أنه موسى عليه السلام وهناك شواهد عدة على ذلك ولم يذكر القرآن الكريم اسم الفرعون الذي عاصر خروج موسى عليه السلام وبنو إسرائيل من مصر.

كما يؤكد القرآن الكريم أن يعقوب عليه السلام وابنه يوسف عليه السلام واخوته ونسلهم من بعدهم قد عاشوا في مصر فترة من الزمن حتى خرجوا بصحبة موسى وهارون عليهما السلام . كما أن بني إسرائيل عادوا لمصر لفترة أخرى ثم طردوا منها .

ومن الشواهد التاريخية يمكن استنباط أن هذين النبيين " يوسف وموسى عليهما السلام "عاصرا الأسرتين السابعة عشر والثامنة عشر ولكن لا يوجد ما يؤكد التوقيت الحقيقي الدقيق للفراعنة الذين عاصروهما كما يؤكد العهد القديم أن إبراهيم عليه السلام قد حضر إلى مصر . وأنه بشّر بالإله (الله ) العلي خالق السماوات والأرض .

ومن هنا فإن وجود التوحيد في مصر في هذه العصور السحيقة أمر طبيعي . وأن نشأة الخرافات في العقائد الفرعونية أمر لاحق للدين القويم الذي أنزله الله على أنبيائه .

ويهمني هنا أن أؤكد أن يوسف عليه السلام بنص القرآن الكريم أتى إلى مصر وهو عليم بالحساب ولعله هو الذي علم الفراعنة علم الحساب "قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ".

ولعل أهم ما يميز تاريخ الأسرتين السابعة عشر والثامنة عشر هو كثرة التزوير الذي كان فرعون اللاحق يحدثه بآثار سابقيه ولعل أبرز مثال على ذلك هو مسخ رمسيس الثاني آثار وأعمال الملكة حتشبسوت من على جدران المعابد التي بنتها وكتابة تاريخه بدلا منها !

وقد تعلم الفراعنة صناعة الطوب في عصر موسى عليه السلام يفهم ذلك من القرآن الكريم " وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا (غافر 25 ـ 26 ).

وينبغي أن ننبه هنا أيضا أنه ما كان ليوسف أو موسى أو هارون عليهم السلام من فرعون بل كان ملكهم هو الله تعالى لم يعبدوا سواه فيجب ملاحظة هذا في التعبير.

كذلك يخطأ المؤرخون في التعبير عندما يقولون إله الحب والجمال مثلا ، بل ينبغي أن يقال إله الفراعنة للحب أو إله كذا وكذا عند الفراعنة فمن المؤكد أنهم لم ولن يكونوا آلهة!

 

السابق