نشر هذا المقال بجريدة الأهرام بتاريخ 24 /1 /2005

 رسالة إلى الجميع

 

إن تعداد القتلى في زلزال آسيا، والذي بلغ أكثر من مائة وخمس وخمسون ألفا، يكاد يؤكد أنه لا يوجد جنس أو جنسية، دين أو جنسية دينية، عقيدة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية إلا ومن أتباعها من قتلوا في هذا الزلزال. وأقف قليلا لأشرح دلالة الجنسية الدينية فهي اسم الدين الذي يحصل عليه الإنسان بالميلاد، سواءً مشي على نهجه أم اتخذ له طريقا مغايرا فذاك هو دينه. وهذا يؤكد أن الزلزال رسالة من الله لكل البشر، أن بطشه شديد. وما حدث إلا أقل من ذرة من محيط من بطش الله الواحد القهار. إنه تذكرة للبشر أن الساعة آخذة في الاقتراب يوم يبطش الله البطشة الكبرى. يومها لن تتحرك قطعة من القشرة الأرضية لتصطدم بقطعة أخرى محدثة مثل هذا الزلزال، بل ستتزلزل الأرض برمتها وبسرعة تعدو مئات المرات سرعة الضوء منجذبة للشمس تارة ومبتعدة عنها تارة أخرى لتصطدم بنجوم وكواكب أخر. وتلفظ الأرض كل البشر أحياءهم عندئذ وموتاهم. وكل هذا يتم في لمح البصر.  من وصف القرآن الكريم لهذا الحدث " وجمع الشمس والقمر " بمعنى أن الأرض والقمر سينجذبان للشمس فيدخل القمر في الكتلة الملتهبة للشمس. فإذا علمنا أن المسافة بين الأرض والشمس ثمان دقائق ضوئية تقريبا وأن بعد القمر عن الأرض أقل من دقيقة ضوئية، فيكون أنه ليصل القمر للشمس في ثانية واحدة يلزم أن يتحرك بسرعة أكثر من 400 مرة سرعة الضوء. هل يدرك البشر الرسالة فيعودوا إلى الله، إلى الصلاح ، إلى العدل؟

 

السابق