نشرت ببريد الأهرام بتاريخ 21/4/2005

لماذا لا نتوسع

 

من أهم أسباب العجز في الخبز استعمال الخبز الأبيض بديلا عن الخبز الأسمر، وبالتالي استعمال سبعون بالمائة فقط من حبة القمح. والباقي بما فيه من فيتامين ب بوفرة وزيوت وبروتينات يعطى للماشية. بروتينات القمح، والشعير تغطي نقص بعض أنواع الأحماض الأمينية في البقول كالبسلة واللوبيا والفاصوليا، بمعنى أنه يمكن الاستغناء عن اللحوم كلية باستعمال خليط متزن من هذا وذاك. كما يستعمل بعض مما يستخلص من القمح أثناء تحويله لدقيق أبيض في مستحضرات التجميل حيث لا تكون الاستفادة منه كاملة لصعوبة امتصاصه من الجلد. لقد خلق الله القمح والمكونات الغذائية فيه متوازنة، ولكن الإنسان بادعائه العلم يفقد جزءً كبيرا من قيمته الغذائية. تحتوي الحبة الكاملة أيضا على ألياف تساعد في عملية الهضم، وتعطي إحساسا بالشبع. يخاف البعض من خلط الخبز الأسمر بتراب بواسطة الغشاشين، هل هناك ما يؤكد أن هؤلاء لا يخلطون الدقيق الأبيض بأشياء أخرى؟ لقد ثبت علميا فائدة الألياف فإذا بالغرب ينتج قطعا من الألياف ويعطيها بعض النكهات الصناعية وأغلبها ضار. يقل الخبز المصنوع من الشعير قليلا في الجودة عن خبز القمح. ولكن نبات الشعير يتحمل الظروف الصعبة (كالجفاف وملوحة التربة ) أكثر من القمح. لماذا لا نتوسع في زراعة الشعير في الأراضي التي لا تصلح لزراعة القمح.

لا بد من التحرك وبسرعة على جميع الاتجاهات لسد الفجوة بين استهلاكنا للخبز، وإنتاجنا منه، نظرا لأن الخبز سلعة استراتيجية ربما أهم من البترول.

 

السابق