نشرت ببريد الأهرام بتاريخ 24/12/2005

كلاهما صحيح

 

لفت نظري ما كتبه الطفل يحي سامح عوني عندما لاحظ تناقضا بين ما يقوله أبوه ومعلميه، على حسب ظنه. وللحقيقة فكلاهما صحيح، حيث يعيش النمل والنحل في مجتمعات، وأهم صفات المجتمع أن أفراده يعيشون معا وتربطهم علاقات وتعاون بين أفراده من خلال توزيع للحقوق والواجبات. وربما كانت هذه الصفة فيهما بما فيها من إعجاز، هي سبب تسمية سورتين في القرآن الكريم باسميهما: "النمل" ، "النحل". فلكل من عش النمل وخلية النحل ملكة تملك ولا تحكم كل مهمتها إنجاب حشرات جديدة، ولها حاشية تقوم بتغذيتها ورعايتها ما دامت تؤدي وظيفتها، وتقتلها وتعين ملكة أخرى إذا توقفت عن إنتاج البيض. وهناك شغالات وظيفتها جمع الغذاء لكل المملكة وتخزينه، وهناك حراس للعش أو للخلية لتمنع أي حشرات أخرى حتى من نفس جنسهما طالما ما دام أنها ليست من نفس المملكة أو العش، أو إنذار المملكة بأي خطر. وهي التي أنذرت النمل بالدخول لمساكنها عندما اقترب سليمان عليه السلام بجنوده، في سورة النمل، وهذا إعجاز آخر في القرآن الكريم، يبين هذه الوظيفة كما يبين تخاطب الحشرات وهو ما لم يكن معروفا حال نزول القرآن. ومن أنواع النمل أنواع ضارة كالنمل الأبيض والذي يتغذى على الأخشاب مما يسبب سقوط المباني أحيانا، وأنواع مفترسة تهاجم الحيوانات والإنسان فتقتلها وتتغذى عليها. ولو أحس أفراد خلية النحل بخطورة إنسان على الخلية فإنها تتكاثر عليه وتلدغه عشرات منها مضحية بحياتها ولكن قد تقتله، وإن كان لدغ بضع نحلات قد تساعد في الشفاء من الروماتيزم.

 

السابق