نشرت بجريدة الأهرام الصفحة الدينية بتاريخ 1 /8 /1980

بسم الله الرحمن الرحيم

حول أمية الرسول

... ويقول الأستاذ سيف الله أحمد فاضل :

حقا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما بدأ الوحي كان يجها القراءة والكتابة ولكن المؤكد أنه تعلمها فيما بعد ، فهناك مخطوطات خطها بيده لعظماء الدنيا آنذاك ، ولكن هل هذا الجهل المؤقت بالقراءة والكتابة هو سبب وصفه صلي الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل بالأمي ؟ إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز " ورحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا مؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ". لا بالطبع . إذن فما معنى كلمة أمي في الآية ؟

كان لإبراهيم عليه السلام ولدان هما إسماعيل وإسحاق عليهما السلام وأنجب إسحاق عليه السلام يعقوب ((إسرائيل) عليه السلام ، وعلم الله يعقوب عليه السلام علوما جمة يقول الله تعالى " وإنه لذو علم لما علمناه " وورث عنه نسله (بنو إسرائيل ) علوم الدنيا وورث بعضهم عنه الكتاب والنبوة ، ويبدو أنه نتيجة لهذا التفاضل في العلم سمى بنوإسرائيل غيرهم أميين وأصبح كل شخص من غير بني إسرائيل يطلق عليه أمي " في العهد الجديد والقديم يسمون الأمميون ". ويطلق اليهود حتى الآن على كل من عداهم (الجويم ) . إذن فمعنى الأمي في الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم والذي بشرت به التوراة والإنجيل ليس من بني إسرائيل . وهو ما ينطبق على محمد رسول الله دون غيره. أما هذه النبوءة في التوراة فهي غالبا ما ورد في سفر الخروج من قول الله تعالى لموسى عليه السلام " نبيا أقمت لكهم من جملة إخوتهم مثلك " أي سيكون من بني إسماعيل عليه السلام وليس منكم يا بني إسرائيل لأنكم جحدتم بنعم الله عليكم.