نشرت بجريدة الأهرام بتاريخ 14/ 10 / 2006 ص 3 ضمن مقال للأستاذ عزت السعدني بعنوان حديث الإفك.

 

عفوا مستر بندكت

 

عفوا مستر بندكت لأني لا أدعوك بابا متبعا بذلك تعاليم المسيح عليه السلام على ما وردت في متى 23: 9 "ولا تدعوا لكم أبا على الأرض ".  حقا قلت أن المسيحية تبلورت في الغرب، ولكن بدين يخالف تماما ما بشّر به المسيح عليه السلام في أرض فلسطين. أما ذلك الدين فهو يطابق ما أرسل به محمد عليه الصلاة والسلام، لذا فقد انضم غالبية النصارى الحقيقيين للإسلام. وإن بقي بعض قليل منهم على النسك التي أمر بها المسيح عليه السلام.

تقول أن الإسلام انتشر بالسيف. الحق أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحارب إلا الذين منعوا المسلمين من أداء مناسكهم، الذين أرادوا قتل المسلمين، وتوقف القتال عندما تبين الناس ما هو الدين الذي ينادي به، ألا يمجد أو يعظم أو يقدس ... إلا الله خالق العالم هذا هو الدين الوحيد الصحيح. وللمقارنة فإن عدد الذين قتلوا من المشركين والكفار حتى ملأ الإسلام الأرض من النيل للفرات أقل ممن قتلهم موسى عليه السلام من بني إسرائيل في معركة واحدة، ثلاثة آلاف على ما ورد في خروج 32: 28. إن كان هؤلاء من شعب الله لماذا قتلهم موسى؟ إن دين الله يبيح أن يقاتل المؤمنون بالله الكافرين الذين لا يكتفون بالكفر بل يسعون لبسط الكفر على الضعفاء. في كتاب لجاك مندلسون "الرب والله وجوجو" يقول أن الأفارقة لا ينسون أن المسيحية دخلت أفريقيا بحد السيف.

هذا وقد دخل الإسلام وعم بلادا مثل أندونيسيا بأكملها بدون قتال. وحتى الآن فهناك من يدخلون للإسلام دون أن يجبرهم أحد أو شئ على ذلك.

تقول أن الإسلام لا يؤمن بالعقل!! وأقول لك أن الله اعتمد في القرآن الكريم على النهج العقلي في إثبات الدين الحق.

من ذلك قوله تعالى "بديع السموات والأرض أني يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شئ" هل هناك أنثى مساوية لله لينجب منها!! وقوله تعالى "لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار" لو أراد الله أن يتخذ له ولدا لما كانت هناك حاجة لأنثى لتحمله وتلده. وقوله تعالى " قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السموات والأرض". لِمَ يتخذ الله ولدا؟ إننا نتزوج لننجب أطفالا يساعدوننا على الأخذ بسبل العيش ويعينوننا متى تعبنا أو مرضنا أو شخنا ويحفظون جنسنا البشري متى متنا، ولكن الله له ما في السموات والأرض جميعا بلا شريك لأنه خلقهن جميعا  بلا عون من أحد وهو لا يمسه تعب ولا إعياء وهو حي لا يموت، فلماذا يتخذ ولدا؟ لقد أقرت مريم رضوان الله عليها بأنها أمة الله (لوقا  1: 38) كما يؤكد ما في كولوسي 1: 15 أن المسيح عليه السلام مخلوق. لقد خلق الله المسيح عليه السلام وأمه وميلاده  المعجز دلالة على قدرة الله الذي خلق آدم من دون أب أو أم وليست دلالة على وضع خاص له يقول تعالى "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون".

أنصحك بأن تدرس كتابك لتستبين منه من هو الله الذي عبده آدم ونوح وموسى والمسيح وسائر الأنبياء الحقيقيين، ولتدرك أن جما غفيرا من الأنبياء قد بشروا بمحمد.

 ختاما أنتم لا تبغضون محمدا بل تبغضون الله الذي أرسله.

 

السابق